يُعدّ المسرح القطري من أقدم المسارح في منطقة الخليج. ففي خمسينيات القرن الماضي، تمكّن جيل من القطريّين من تأسيس حركة مسرحيةٍ ذات خصوصية قطرية، وذلك من خلال فرق الأندية الرياضية والمدارس التي احتضنتها بعض الشركات.
وفي السنوات الأخيرة، شهد هذا المسرح ازدهاراً بسبب الدعم الحكومي والاستثمارات الثقافية التي قامت في هذا المجال، حيث قُدّمت في عدّة مدن عروض مختلفة أسهمت في تنشيط المشهد الثقافي وترسيخ حضور قطر في المسرحَين العربي والعالمي، وذلك من خلال مجموعة من التجارب والمشاركات، سواء داخل البلاد أو خارجها.
"المسرح القطري.. الإنجازات والتحديات المستقبلية" كان موضوع حلقة من برنامج "خليج العرب" على "التلفزيون العربي"، يوم الإثنين الماضي، استضافت المسرحي القطري سعد بورشيد الذي قدّم خلالها إضاءات على واقع وتحدّيات المسرح القطري.
انطلق بورشيد في حديثه من تاريخ المسرح القطري، حيث ذكر أنَّ إرهاصات المسرح الأُولى ظهرت في أربعينات القرن المنصرم، وكان أوّل عرض في عام 1960 تقريباً، مضيفاً أنّ فترة الثمانينيات والتسعينيات كانت غنية من ناحية العروض المسرحية، حيث طُرحت العديد من الأفكار والمشكلات الموجودة في صميم المجتمع القطري.
لكن هذه الحركة المسرحية اليوم، وعلى الرغم من الدعم الحكومي والبنية التحتية المتطوّرة، شهدت تراجعاً من حيث عدد العروض؛ الأمر الذي يمكن فهمه على أنّه أزمة إنتاج ونصوص، مقارنة بسنوات الثمانينيات والتسعينيات من القرن المنصرم.
ويعيد صاحب "البيت الكبير" جمود المسرح في الفترة الحالية إلى نقص الموضوعات والنصوص الأصيلة، لا سيّما أّن المجتمع القطري والمجتمعات الخليجية عموماً، تعيش في أجواء من الرفاهية، ولكن هذا لا يعني أنه لا توجد مشكلات، فالمسرح هو الأجدر كي يعبّر عنها.
وأشار بوسعيد في نهاية البرنامج إلى ضرورة تشجيع المسارح المدرسية والجامعية، مضيفاً أنّ هناك عشرات الخرّيجين في الفنون المسرحية، ينبغي أن يؤطَّروا في مراكز شبابية للمسرح، وإن كانت كلمة "الشباب" تحيل إلى وزارة الشباب والرياضة، لا إلى وزارة الثقافة، ففي رأيه يمكن إنشاء مركز لهواة المسرح، إذ أنّ المسارح الجامعية والمتوسّطة تُعنى بمن هم داخل السِلك الدراسي، فماذا سيكون حظ الذين تخرّجوا أو الذين لم يدخلوا أصلاً جامعات أو كليات متوسّطة؟