خالد فهمي.. عن التحرّر الوطني ومقاومة الفصل العنصري

04 نوفمبر 2023
خالد فهمي
+ الخط -

في لقاء بثّته، مُؤخّراً، قناة "صالون السكري" على يوتيوب، حول العدوان الإسرائيلي على غزة، تحدّث الباحث والمؤرّخ المصري خالد فهمي عن أنه كان يشتغل على تحرير كتاب بمناسبة الذكرى الخمسين لحرب تشرين الأول/ أكتوبر 1973، عندما وصله خبر تنفيذ المقاومة الفلسطينية لعملية "طوفان الأقصى"، والتي جاءت لتردع الاحتلال عن أيّ حرب يُبادر إلى شنّها.

وعاد المؤرّخ إلى فترة حرب الاستنزاف المصرية (1967 - 1970)، ليؤكّد أنه رغم التكلفة البشرية الباهظة التي تكبّدتها مصر في ذلك الحين، إلّا أنّه لم يكن الحلّ عند القوى الوطنية، على الإطلاق، أن تُوقّع معاهدة سلام مع الكيان الصهيوني. وكذلك هو الأمر اليوم، عندما رأينا تهاوي النظام العسكري الاستعماري، رغم ما يرتكبه من ردود فعل إبادية وتهجيرية، إلى جانب ما يُظهره الغرب من انحياز.

تشبيه الوضع في غزة بالسجن إهانة للسجن، فالفظاعات الصهيونية باتت لا توصف

ولفت صاحب "كل رجال الباشا"، إلى أن قضية تحرّر الشعب الفلسطيني لا يُمكن أن تكون عادلة أكثر من هذا، وأن التضييقات والضغوط التي تُمارسها بعض الأكاديميات الغربية على الطلبة والأساتذة المناصرين للقضية، ليست أكثر من محاولات ترهيب، وهنا يأتي دور الأساتذة في حماية الطلبة ممّا يتعرّضون له هذه الأيام، بحُكم أن الرأي العام الغربي مُنحاز إلى الرواية الإسرائيلية من غير أي تدقيق.

وعن الأساطير الإسرائيلية المُؤسِّسة كمقولة "جيش الدفاع الإسرائيلي"، الذي تتلخّص مهمّته في "الدفاع" عن الكيان في وسط بحر من العرب، وضّح الباحث إلى أنها تُغيّب وجود الفلسطيني في أرضه التاريخية. ولكن، حسب فهمي، بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الأمر قد اختلف، إذ بدأ يحضر الفلسطيني إنما بعيداً عن كونه إنساناً، بل حسب التصريح العنصري لوزير الحرب الإسرائيلي بأنهم يقاتلون "حيوانات بشرية" وإرهابيين لا يعترفون بـ"شرعية إسرائيل"، وبالتالي فإن حياة هؤلاء لا تُساوي حياة الإسرائيليين.

من جهة أُخرى، ومع الذهاب - إسرائيلياً - إلى خيار العنف المدعوم من الغرب، فهذا يعني بالضرورة نشوء حركة تحرّر وطني، وهذا لن يأتي بإقناع القوى المحتلة بعدالة قضيتنا، أبداً، بل بنضال طويل. كذلك تطرّق فهمي إلى استغلال الاحتلال لـ"صورة الضحية" في الإعلام الغربي، خلال الأيام الأولى بعد "طوفان الأقصى"، ولكن الممارسات الإجرامية المُمنهجة التي ارتكبها على الأرض تقول عكس هذا. فإذا كان من عنف أوّلي وأساسي فهو عنف المستعمِر قبل أي شيء آخر. وهذا تجلّى في أمثلة تاريخية عديدة كالاحتلال البريطاني للهند، أو احتلال فرنسا للجزائر.

وتابع الباحث حديثه أن مشروع الدولة الواحدة لا يتحقّق إلّا عندما يعترف المُستعمِر/ الأغراب بأن مشروعهم غير قابل للتحقّق، وإلى ذلك الحين - وهذا ما لن نراه قريباً بطبيعة الحال - سيبقى حقّ المقاومة المُسلّحة للشعب الفلسطيني مشروعاً. وبالتالي لا يُمكن القبول، أخلاقياً، باستمرار دولة نظام الفصل العنصري. وختم بأن السياسة الخارجية المصرية لا يجب أن تُدار من قبل الأجهزة الأمنية، كما يجب التأكيد داخل أروقة السياسة المصرية أن هناك احتلالاً (وهذا وفقاً للقانون الدولي)، وهو سبب المشكلة، ويجب إنهاؤه. وتشبيه الوضع في غزة بالسجن هو إهانة للسجن، لأن الفظاعات الصهيونية بقطع الماء والكهرباء أكبر بكثير من حدود هذا التشبيه.

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون