خالد المسلماني.. مساجد الربيع والخريف

22 يناير 2023
خالد المسلماني في معرضه (العربي الجديد)
+ الخط -

يمثّل معرض "إشراقات إيمانية من العهد العثماني"، للمصوّر الفوتوغرافي القطري خالد المسلماني، عيّنة من مشروع ضخم خاضه على مدار ست سنوات، من 2016 حتى 2022، مصوّراً الكثير من مساجد تركيا.

ويقدّم المسلماني خمسين عملاً في معرضه الجديد، الذي افتُتح يوم الأربعاء، الثامن عشر من الشهر الجاري، في "مركز قطر للتصوير" بالمبنى 18 في الحيّ الثقافي "كتارا" بالدوحة. صورٌ تشمل مساجد في أنقرة، وإسطنبول، وبورصة، وقونيا، وأدرنة.

والفنّان، المعروف في قطر باقترابه الخاصّ من المعالم التراثية، عبر مسيرة مستمرّة منذ 23 سنة غلب عليها ميلُه إلى الأسود والأبيض، قرّر في رحلته التركية خوض تجربة الصور الملونة.

يقول، في حديثٍ إلى "العربي الجديد"، إنه اتخذ هذا القرار بهدف إبراز أكبر قدر ممكن من التفاصيل عبر عدسات فائقة الاتّساع، مضيفاً: "لو حدث أن فكّرت بالأسود والأبيض لَاختلف مشروعي برمّته، إذ كنت سأعتمد على لعبة الضوء والظلّ. بعض اللوحات هنا يمكن أن تكون غير ملوّنة، لكنّ غالبيتها لا تظهر تفاصيلها من دون ألوان".

نتاج ستّ سنوات في تصوير جوامع يعود أقدمها لستّة قرون

تعلو اللوحات الفوتوغرافية الخارجية غيومٌ متوسّطة ومنخفضة، وهذا لأنّ المسلماني اختار فصلين للتصوير، هما الربيع والخريف، قائلاً إن الأجواء في هذين الفصلين مريحةٌ للكاميرا ولصاحبها، كما أنها تجعل العمارة أكثر حميمية.

الصورة
من معرض خالد مسلماني 1 - القسم الثقافي
جانب من المعرض

أصدر المصوّر كتاب "لمسات معمارية" عام 2015 بعد افتتاح أوّل معرض شخصي له بذات الاسم، والصور الملتقطة لاقَتْ تقديراً واسعاً في الساحة الثقافية المحلّية، إذ برزت كلّ المعالم التي صوّرها بروح شاعرية تجد نفسها في قطر بعد شهر من ظهور نجم سهيل، حيث تتّضح زرقة السماء بالتدريج.

وحين يكتفي المصوّر من حصيلة الصور الخارجية بعدسة واسعة، ينتقل إلى المعالم حيث في داخلها تلتقط عينُه ملامحَ الضوء والظل في المداخل والشبابيك والأحواش، والمنظور المتوازن في الفراغ والكتلة.

حمل المسلماني هذه الروح إلى تركيا، وأمامه عالمٌ أكثر غزارةً وامتداداً، ليجد 68 ألف مسجد تمثّل العمارة العثمانية، بينها مساجد معمّرة منذ ستّة قرون.

من معرض خالد مسلماني 2 - القسم الثقافي
(جانب من المعرض)

وهو يبيّن هنا أنه ذهب إلى جهات تركيا الأربع فوجد أنماطاً معمارية يمكن وصفها بأنها متعددة في روح واحدة، ويواصل: "إذا وقفت أمام هذه العمارة تتعرّف فوراً إلى هويتها وعراقتها. لا أظن أن هناك مساجدَ أجمل ممّا رأيته في تلك البلاد".

في بيان "كتارا" حول المعرض، يتحدّث المصوّر الفوتوغرافي عن تجربته بالقول: "لقد تحوّلت العدسة عندي إلى لغة حيّة لها قدرة الإيحاء الشفّاف التي من خلالها جعلتها تحاكي النفس وانفعالاتها. وتمتزج الرؤية الموضوعية والذاتية مع مخاطبة ومشاركة وجدانية المتلقّي، والذي يندفع بشاعرية حسّية في الرغبة بمعرفة الاستخدام المثالي لأدوات التصوير، ورموز ودلالات العملية التصويرية التي تمثلت في الزوايا الملتقطة".

المساهمون