"حيوات غزّة المتعدّدة": معرض فوتوغرافي في لندن

28 ديسمبر 2023
من المعرض
+ الخط -

منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزّة، تراجعت العديد من المؤسّسات الثقافية في بريطانيا عن تنظيمها أو دعمها لتظاهرات تتصل بما يعيشه الشعب الفلسطيني اليوم، مع استمرار الانحياز للرواية الصهيونية لدى السلطات والعديد من وسائل الإعلام.

لم يتغيّر المشهد كثيراً رغم أنَّ المدن البريطانية شهدت تظاهرات كُبرى وفعالية تضامنيّة مع القضية الفلسطينية، ما عدا استثناءات قليلة منها "مهرجان بريستول فلسطين السينمائي" الذي اختتم في العاشر من الشهر الجاري، ومعرض "القوة المادية: التطريز الفلسطيني" الذي يتواصل في "جامعة مانشستر" حتّى السابع من نيسان/ أبريل المُقبل.

في هذا السياق، يُفتتح عند الحادية عشرة من صباح الخميس، الرابع من الشهر المقبل، في "بيرموندسي بروجكت سبيس" بلندن معرض "حيوات غزّة المتعدّدة" الذي يستمر لثلاثة أيام، بتنظيم من "المتحف الفلسطيني"، و"تصور فلسطين"، والناشطة شهد أبو سلامة.

الصورة
من المعرض
من المعرض

المعرض الذي تُشرِف عليه القيّمتان الفنيّتان ندين عرنكي وميغ بيترسون، يضيء الحياة اليومية وواقع الناس في قطاع غزّة بوصفه جزءاً من النضال الفلسطيني من أجل التحرّر، حيث يظهر في الصور الفوتوغرافية المعروضة للباعة في الأسواق، أو مزارع يقطف العنب في أحد الحقول.

كما تتضمّن الصور بورتريهات لنساء ورجال وأطفال، وكذلك صورة لصيادين يرتقون شباك الصيد، على شاطئ مدينة غزّة، تم التقاطها عام 1989 ومحفوظة في "المتحف الفلسطيني" في مدينة بيرزيت.

يشير بيان المنظّمين إلى أنّه "قبل عام 1948، كان قطاع غزّة منطقة من فلسطين نابضة بالحياة، في مُعظمها من قرى وبلدات تعيش على صيد الأسماك، وخلال النكبة، قامت العصابات الصهيونية، التي خرجت منها دولة "إسرائيل" العنصرية عام 1948، بتطهير الشعب الفلسطيني عرقياً واستولت على أراضيه".

ويضيف "لقد دمرت (هذه العصابات) أكثر من 500 بلدة، مما أسفر عن مقتل 15000 وتشريد 750000 فلسطيني، وفي غزّة وحدها، وصل حوالي 130,000 لاجئ من البلدات والقرى الأخرى في المنطقة المحيطة. ومع ذلك، تمكّن الفلسطينيون من إعادة بناء حياتهم في مخيمات اللاجئين بموارد محدودة".

ويلفت البيان إلى أنَّ غزّة تحتضن اليوم ثمانية مخيمات للاجئين، و2.3 مليون شخص، من بينهم 1.3 مليون لاجئ من القرى والمدن الفلسطينية المحيطة التي دمّرتها "إسرائيل"، وفي أعقاب حصار عام 2006 والحرب منذ أكتوبر 2023، كانت هناك دعوات دولية لوقف إطلاق النار وسط تقارير عن جرائم حرب وإبادة جماعية.

ويرى المنظّمون أنّه لا يزال الفلسطينيون يعيشون في هذه الأرض، ويتحدون الواقع الاستعماري، ومن خلال الفنون البصرية والتصوير الفوتوغرافي، سجّلوا ذكريات وفيرة عن أنفسهم وعن أسلافهم، وعلى الرغم من الادعاءات التي كثيراً ما يردّدها في الخطاب الغربي، يؤكّد المعرض أنَّ الأمر ليس معقداً؛ إذ هناك شعب يناضل من أجل تحرريه لأكثر من خمسة وسبعين عاماً، ضد الجشع والعنف الاستعماريين.
 

المساهمون