يواصل "غاليري المرخية" في الدوحة جمع تجارب فنية تقترب وتختلف عن بعضها، بغية توسيع مجال الحوار التشكيلي وإفساح أوسع مدى من حضور الفنانين في الساحة المحلية.
لم يمض سوى شهرين على معرض "خمسين في خمسين"، وفيه تجاورت أعمال 18 فناناً وفنانة، حتى جاء معرض "حوار بصري" المقام حالياً لثلاثة فنانين: علي النعمة، وأنفال الكندري، ومحمد المالك، ويستمر حتى العاشر من مارس/ آذار المقبل في مقر الغاليري بالمبنى رقم 5 في الحي الثقافي ـ كتارا.
أجنحة
جاء الفنان علي النعمة من عالم إدارة التصميم الهندسي، ولربما استلهم أهمية حضور المحيط الطبيعي في الإنشاء الهندسي، فكانت أعماله في المعرض بين لوحات ومنحوتات تبني رؤيتها عبر رمزية واحدة مكررّة، متمثّلة في جناح الطائر.
هذه الأدوات والوسائط المختلفة وجدت ضالّتها في التكوين الأبرز لدى الطائر الذي يمنحه هويته حين يفرد الجناحين فيرى من الأعلى عبر ما أسمته البشرية "عين الطائر". لوّن النعمة أجنحته أكثر ممّا لدى الطواويس وترك في المنحوتة شكلاً مصقولاً بلون واحد، وجعل من جناحين آخرين على لوحةٍ شعلتين من نار.
طفولة داخلية
الفنانة الكويتية القطرية أنفال الكندري، المهتمة بالفن الرقمي والتركيبي، حوّلت تجاربها الشخصية إلى لغة بصرية يسهل الوصول إليها. ومن خلال أعمالها التي عرضتها في "مطافئ الدوحة" و"مهرجان أجيال السينمائي"، ها هي تستعيد في معرض "المرخية" طفولة داخلية عبر الظلال المظلمة والخفيفة.
وتبدو لوحاتها ذات طابع تفاعلي في مساحات ملوّنة ألواناً لا لَبْس فيها، ومراهنة على إمكانية استكشاف الذات والعوالم الموازية من خلال الأشكال البسيطة.
عين المجتمع
أمّا محمد المالك، فلديه لوحات إحداها مرآة مرسومة يحضر فيها مُشاهدها ويشارك للحظة في تكوينها، ولوحات أخرى على الجدار، وواحدة هابطة من السقف، وأخيرة معلّقة، قماشية بطول أربعة أمتار.
كل هذه المساحات تتكرّر فيها ثيمة العين، وهو بحسب تصدير له يقول إنها "ترمز الى المجتمع الذي ينظر بعين ناقدة إلى تصرّفات أفراده".
إذا كان المعرض حواراً، فهو يلبي ما يريده العنوان بشكل جيد. للفنانين الثلاثة ثلاث رسائل غير متعالية على المُشاهد: البيئة، وعلاقة الفرد بالناس والأشياء، والمجتمع. رسائل تقترح عليه مساحة التشكيل ليكون بدوره مُشاهداً أو ربما المحاور رقم أربعة.