حمبوسي والكفراوي.. لحظة انتقالية في عمران القاهرة
يُقارب الفنّان المصري أنطوني حمبوسي المشهد الحضري المعاصر لمدينة القاهرة ومحيطها، مُستكشفاً التغيُّرات التي حدثت خلال القرن الماضي بسبب النموّ الحضري غير المنضبط، في محاولة لاستيعاب كيف أدّى سوء التخطيط، وسوء إدارة المواقع التراثية إلى تشوُّه معالم كثيرة في المدينة.
كما يعمل مواطنه الفنان عمرو الكفراوي على مفهوم العمران وعلاقته بالذاكرة الجماعية وارتباطه بجماليات مناظر المدينة، حيث قدّم معارض فوتوغرافية عديدة أضاءت التحولات الاجتماعية والسياسية وتأثيرها على المُدن والامتدادات الحضرية، بأسلوب يمزج بين التوثيق والفنّ.
حتى نهاية الشهر الجاري، يتواصل في "غاليري تنتيرا" بالقاهرة، معرض فوتوغرافي مشترك لكلّ من حمبوسي والكفراوي، افتُتح في العاشر من الشهر الماضي تحت عنوان "مساحات بينيَّة"، ويضمّ أعمالاً من سلسلتيهما "على الطريق الدائري".
جميعُ أعمال كفراوي بالألوان الرمادي والأسود والأبيض، حيث يركّز على الأبنية الخرسانية على جانبي الطريق، والفوضى المشهدية التي تخلقها، تبدو كأنها أبنية غير مُكتملة يُمكننا رؤية الهيكل الأوّلي بقضبان الحديد والطوابق المكشوفة.
في مساحة قريبة، يسعى حمبوسي إلى إضاءة المساحات الحضرية التي تمرّ بمرحلة انتقالية، حيثُ المساحات الخضراء التي تُحيط بالطريق الدائري تتحوّل إلى كُتل إسمنتية بشكل مُتواصل، وتُقدّم أعمالُه المعروضة الأشياء والأماكن وهي في طور التغيُّر، وكأنها عالقة بين الماضي والمستقبل؛ بين مكانين أو زمنين أو حالتين.
تقاطُعات مشتركة لدى كلا الفنّانَين في نظرتهما للطريق الدائري الذي دُشّن في العاصمة المصرية في منتصف الثمانينات، وافتتُح على مراحل ليُنجز بشكل نهائي عام 2018، وكان الغرض منه التشبيك بين العاصمة والمحافظات الأُخرى، والتخفيف من الضغط والازدحام المروري في قلب المدينة، وطيلة عقدين من الزمن ارتبط الطريق المكوّن من قوسين شرقي وغربي بحركة المدينة وتنقُّل الناس منها وإليها، وامتدّت على طرفيه مساحاتٌ جديدة.
يهتمّ حمبوسي والكفراوي بالضغوط غير المحسوسة التي تُمليها سياسات استخدام الأراضي الحضَرية والقوى التي تشكّل جماليات ووظيفة المُدن، حيث المناظر الطبيعية على وشك الانقراض نتيجة التغيُّرات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، التي تفرضها آليات صُنع القرار العشوائية في مصر، حيث يحاول الفنّانان نَسْج سردية مُتكاملة حول آثار هذه السياسات على مدار العقود الماضية.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
