حضارة لم نفهمها

04 سبتمبر 2024
مواطن ألماني في معرض رسومات لأطفال سوريين لاجئين، 2015، (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- الألمان ينظرون إلى اللاجئين بخوف وغضب، بينما يبدون فخورين بجرائمهم ضد الأطفال والنساء، مما يكشف عن ظلال وظلام ألمانيا.
- الثراء الألماني الذي جعلها قاطرة أوروبا قد لا يستمر، وبعض الكتاب الألمان يرونه غير مستدام.
- الدعاء لتقليل رفاهية الألمان وتقويض إحساسهم بالعظمة، مع التركيز على إزالة الصعوبات عن العالم الشرقي البسيط والطيب.

بيض ألمانيا ينظرون إلى لاجئينا، غاضبين خائفين. أما مع قتلة الأطفال والنساء، فلقد بدوا فخورين جدًا بما فعلوه. لا يوجد مفكرون ألمان مؤثّرون في الحق. قلة هي الأقل من جميع بلدان القارّة. ألمانيا بلد الظلال والظلام. كنّا واهمين حيالها، وها هي المهلكةُ تكشف حقيقتها القديمة، من جديد. زرتها مؤخراً ورأيت نفسي في شوارعها الكئيبة، متضاعِفًا داخل الاكتئاب، شظايا وأشلاء، مثلما هم أهلي هناك. 

لقد بدوا فخورين جدًا بما فعلوه، لكن العزاء هو هذا (عندي على الأقل): سوف ينتهي في المدى المتوسط، ذلك الثراء الذي جعل من البلد قاطرة أوروبا. بعض كتّابهم يتكلمون عن ذلك الثراء القديم بوصفه "غير مستدام".

اللهم لا تعطِ لأبيضَ مالاً للسلاح، وقلّل من فترات راحته وسياحته ورفاهه، بقدر ما تستطيع يا إله الغلابة الملوّنين. اللهمّ ويجب تقويض إحساسهم بعظمتهم وفائدتهم كذلك. أما مثقفونا هناك، فاضرب على يدهم، إن نووا امتداح حليف القتلة، بشكل موارب. 

رباه وساعدنا في إزالة أسباب الصعوبة البالغة، عن عالمنا الشرقي، إذ يميل إلى البساطة والطيبة والسهولة، فهذه هي الحضارة بأتمّ معنى الإنسانية، والله.

هذه هي الحضارة التي لم نفهمها ونقدّرها إلا على حين افتقاد، آنَ جئنا لاجئين للغرب.

 

* شاعر فلسطيني مقيم في بلجيكا

موقف
التحديثات الحية
المساهمون