حسن البطل.. رحيل صاحب "حيرة الولد بهاء"

08 ديسمبر 2021
(حسن البطل، 1944 - 2021)
+ الخط -

على مدار أكثر من أربعة عقود، واظب الكاتب الفلسطيني حسن البطل (1944 – 2021)، الذي رحل صباح اليوم في مدينة رام الله، على كتابة عموده الصحافي متنقّلاً بين الخاص والعام، بين هموم شخصية تنفتح على مقاربات ثقافية، ولا تبتعد عن الواقع السياسي الفلسطيني.

الراحل الذي وُلد في بلدة الطيرة بالقرب من مدينة حيفا المحتلّة، جمع مقالاته في أربع مجلّدات صدرت تباعاً عن "دار الرقمية"، وحملت العناوين التالية: "وأنت يمشيك الزمان"، و"المكان الشيء إن دل عليّ"، و"حيرة الولد بهاء"، و"رحلوا وما برحوا".

في تقديمه لكتاب "وأنت يمشيك الزمان"، كتَب البطل "قارئ يقرأني بانتظام. ويقرأ نواياي. قال: أنت تقسّط سيرة حياتك، وبخاصة في أعمدة أيام الجمع، تمهيداً لـ"روتشتها" (من "رتوش") أو تملسّها بين دفتي كتاب"، مضيفاً "كيف أفعل. وأنا ملحوق بعمود تلو العمود، كأنني ذلك القطار الفرنسي (قطار الرصاصة)... الحق، الحق، أقول للقارئ، إن أعمدة الجمعة ناشزة، لمجرّد أنني ما زلت، بعد 40 عاماً صحافياً، أروّض قلمي على خبب السير في الرمال، وعدو الركص في السهوب، ووئيد الحركة في المستنقعات... إلخ.

ويختم بقوله "بعد أن يضربك الزمان بقرن من حديد، وتضربه بقرن من عجين، وتتخطّى من العمر السبعين يعفّ حصان قلمك عن سفاسف السياسيين لا سفاسف السياسة، خاصة عندما تفسّر "عقلات" سياسي في نصف عمرك يلهو بمقدرات شعبك، في عمر ابنك "يولع" البلد بصلية رشّاس".

هُجّر البطل مع عائلته إبان نكبة العام 1948 إلى سورية، واجتاز المراحل الدراسية الأولى في بلدة دوما بريف مدينة دمشق، وحصل على درجة الماجستير في الجغرافية الجيولوجية من الجامعة فيها عام 1968، ثمّ عمل محرّراً يومياً في إذاعة فلسطين بالعاصمة العراقية، بغداد، وكاتبا لتعليق يومي ما بين العامين 1972 و1994.

وانضم لاحقاً إلى هيئة تحرير مجلّة "فلسطين الثورة" في بيروت، محرّراً للشؤون العربية، ومن ثم للشؤون الإسرائيلية، وكتب فيها مقالة أسبوعية بعنوان "فلسطين في الصراع"، ومقالة يومية في صحيفة "فلسطين الثورة" بعنوان "في العدو"، واستمرّ كذلك حتى الخروج من بيروت.

يُذكر أن حسن البطل حصل على "جازة فلسطين" عام 1988، وعلى "وسام ودرع اتحاد الصحافيين العرب" في القاهرة عام 2015، واختارته وزارة الثقافة الفلسطينية في 2018 "شخصية العام الثقافية".

المساهمون