حركة تأخد شكل الغرفة

14 ابريل 2024
محمد المليحي/ المغرب
+ الخط -
اظهر الملخص
- النص يصور مشاهد حياتية متنوعة تتراوح بين الحركات الصغيرة اليومية التي تحمل دلالات عميقة، مثل طرد الكوابيس أو التحية على حشرة، وتلك الحركات تعكس تفاعل الإنسان مع محيطه بطرق مختلفة.
- يتناول الجزء الثاني من النص أصواتاً ومشاهد تحمل طابعاً شعرياً، من طبول بعيدة إلى حديقة تهمس لوردة، مروراً بصورة الشيخ الذي يهبط السلالم والفتاة التي تغني، مما يخلق تناغماً بين الإنسان والطبيعة.
- يعبر النص عن الحياة بتفاصيلها الصغيرة واللحظات العابرة التي تحمل في طياتها جمالاً وعمقاً، مشيراً إلى أهمية اللحظات البسيطة والتفاعلات اليومية في تشكيل تجربتنا الإنسانية.

حركة صغيرة

عن هذه الحركة الصغيرة أتحدّث
حركة تأخد شكل الغرفة،
حركة في الهواء لهشِّ الأفكار السيّئة،
حركة لهَرْش الرأس
لِطرد كوابيس طويلة،
أو لإلقاء تحيّة على حشرة
تصعد الحائط بثقة.
هذه الحركة الصغيرة
التي نفعلها كلّنا تحت مطر كثيف،
أو في عناق طويل،
أو في مكان مُظلِم حيث الأيام تجري بلا توقّف.


■■■


طبول بعيدة

أسمع الآن طبولاً بعيدة،
امرأةً تقول لليل: أنتَ تُشبهني،
شيخاً يهبط السلالم،
وسعاله يهزُّ الجدران،
فتاة تغنّي لجدّتها المريضة،
تخبرها عن الصباح الذي يركب فرساً،
و يعبر الضباب.

أسمع حديقة تهمس لوردة،
أسمع وردة تقفز من سياج،
أسمع السياج يصرخ بصمت،
خيولاً تركض بلا توقّف.

أسمع ريحاً صغيراً يفتح نافذة،
شَعراً يتطاير،
جدّة تبكي،
شيخاً يفرك عينه ليجد الصباح.


* شاعر ومترجم مغربي
 

نصوص
التحديثات الحية
المساهمون