عام 1966 أخرج السنغالي عثمان سيمبين فيلمَه السينمائي "الفتاة السوداء"، الذي يروي قصة شابة تُدعى ديوانا تنتقل من العاصمة السنغالية؛ داكار، إلى مدينة أنتيب الفرنسية. لكنّها سرعان ما تصطدم بواقع عنصري قاسٍ، وتتعرّض لأعنف أنواع المعاملة.
ورغم أنّ العمل يعدّ أول فيلم روائي طويل لصاحبه، وكذلك أول فيلم من جنوب الصحراء يلقى اهتماماً كبيراً على المستوى الدولي، إلا أنّ "مجلس إدارة الأفلام والنشر" في جنوب أفريقيا، قرّر مؤخراً منع الفيلم من المشاركة في "مهرجان جوهانسبيرغ السينمائي" بحجّة أنّه "يحضّ على الكراهية".
وفي حادثة مماثلة قرّرت لجنة تحكيم "مهرجان دوكيومنتا" بنسخته الخامسة عشرة، والذي يُقام في مدينة كاسل الألمانية، أن تُصادر وتمنع تجهيزاً لمجموعة فنية أندونيسية بعنوان "عدالة الشعوب"؛ بحجة شبيهة ألا وهي "معاداة السامية".
انطلاقاً من حادِثتيْ المنع هاتين، وبوصفهما شكلاً من أشكال الرقابة الاستعمارية على الأرشيف الفيلمي، تنظّم "مؤسسة الدراسات الفلسطينية" عند الخامسة من مساء غدٍ الإثنين، ندوةً افتراضية بعنوان "سياسات الأرشيف والنضالات التحرّرية: التفكير في تجارب من الشرق الأوسط وجنوب أفريقيا".
تبثّ الندوة باللغة الإنكليزية عبر منصة "زووم"، ويشارك فيها كلٌّ من: الباحثة والمخرجة المصريّة جيهان الطاهري وصانع الأفلام الجنوب أفريقي سيفيسو كانيلي.
يتناول الباحثان موضوعةَ أرشيفاتِ الأفلام ودورها كجزء من ذاكرة الشعوب المُستعمَرة، وقدرتها لا على إعطاء صورة عن ماضٍ برزت فيه حركات التحرر والمقاومة فحسب، بل الدعوة أيضاً إلى التفكير في مستقبل بديل يقطع مع السيرورة الاستعمارية.
كذلك تتطرّق الندوة إلى مناقشة التحدّيات التي تواجهها هذه الأفلام، في ما يتعلّق بالأرشفة والفهرسة وحقوق النَّسخ وبُنيتها التحتية، في ظلّ السياسات الاحتلالية التي ما زالت قائمة.