جيمس لي بيارز.. تركيبات تبحث عن الكمال

09 اغسطس 2024
من المعرض
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يُعدّ جيمس لي بيارز من أبرز الفنانين الأميركيين في القرن العشرين، ومعرضه "كمال السؤال" في "متحف الملكة صوفيا" بمدريد يعرض مسيرته الفنية الصوفية.
- يضم المعرض 17 عملاً من سبعينيات القرن الماضي، تشمل تركيبات ومنحوتات وروسومات، تركز على البحث عن الكمال والشكل كنهج وجودي.
- تبرز أعمال مثل "البرج الذهبي ذو القمم المتغيرة" و"باب البراءة"، حيث يستخدم بيارز مواد ثمينة وأشكال هندسية لاقتراح لعبة بين الشكل والمحتوى.

يُعدّ الفنّان الأميركي جيمس لي بيارز (1932 - 1997) واحداً من أكثر الشخصيات الفنيّة غموضاً وإثارةً للاهتمام في القرن العشرين. لعلّ معرضه "كمال السؤال"، المقام حالياً في "متحف الملكة صوفيا" بمدريد، ويتواصل حتى الأوّل من أيلول/ سبتمبر المقبل، دليل على ذلك؛ إذ يقدّم صورة تكاد تكون كاملة عن مسيرة الفنان الذي كان يعتبر نفسه صوفياً بالدرجة الأُولى.

يضمّ المعرض أعمالاً متنوّعة للفنان الأميركي، تشمل تركيبات ومنحوتات وروسومات وعروضاً ونصوصاً، تتناول جميعها موضوع البحث عن الكمال الذي لا يمكن الوصول إليه إلّا من خلال الأسئلة، إضافة إلى موضوعات الشكل كنهج وجودي، ووجود الإنسان، وإمكانيات الفن في نمذجة الواقع.

"البرج الذهبي ذو القمم المتغيرة" (1982)
"البرج الذهبي ذو القمم المتغيرة" (1982)

تعود معظم الأعمال المشاركة في المعرض، والتي يبلغ عددها سبعة عشر عملاً، إلى سبعينيات القرن الماضي، ويبدو ذلك واضحاً من خلال تنوّع المدارس والتقنيات الفنية، حيث تنقّل الفنان في تلك الفترة بين اليابان والولايات المتّحدة وفرنسا، إضافة إلى البندقية التي بقي فيها حتى أواخر الثمانينيات، وأثّر ذلك على رؤيته واشتغالاته الفنية. 

أغلب الأعمال المشاركة هي تركيبات كبيرة الحجم، مصنوعة من مواد مكرّرة وثمينة، مثل الرخام والحرير وأوراق الذهب والزجاج، تندمج فيما بينها بشكل متناغم مع الأشكال الهندسية البسيطة والنموذجية، ومع منشورات وأعمدة وعناصر أُخرى، في محاولة لاقتراح لعبة جديدة بين الشكل والمحتوى.

"باب البراءة" (1986-1989)
"باب البراءة" (1986-1989)

من بين الأعمال المعروضة، تبرز منحوتة "البرج الذهبي ذو القمم المتغيرة" (1982)؛ وهو طوطم ذهبي يبلغ ارتفاعه أربعة أمتار تقريباً، ويعكس تحقيقات الفنان في الثبات، وكذلك عمل بعنوان "باب البراءة" (1986 - 1989)؛ وهو منحوتة رخامية ذهبية على شكل حلقة ترمز إلى العبور والتحوّلـ و"قبر جيمس لي بيارز" (1986)، حيث يلخّص الفنان بشكل مجازي في كرة من الحجر الرملي المفاهيم غير الملموسة للروحانية والنقاء، والتي تتناقض مع هذه المادة المسامية والطبقية.

كان جيمس لي بيارز يعرّف نفسه كفنان مفاهيمي، وفنّان أداء متخصّص في التركيبات والمنحوتات، إضافة إلى كونه صوفياً. اشتهر باستخدامه للزخارف الباطنية الشخصية وشخصيته الإبداعية التي وُصفت بأنها "نصف محتال أنيق ونصف رائٍ بسيط". رحل في القاهرة عام 1997.

المساهمون