بفضل تقاطع أبحاثه مع قضايا راهنة وحارقة، مثل مغالطات وسائل الإعلام والتطرّف والتفسير المؤامراتي لكلّ شيء، ابتنى عالم الاجتماع الفرنسي جيرالد برونر (1969) موقعاً جماهيرياً يتجاوز الدائرة الأكاديمية، حيث يبدو أنّه قد وجد خطاباً يسمعه كلٌّ من الفضاء العام ومنطقة المتخصّصين.
مساء اليوم، ينظّم المركز الثقافي "بيزل" في مدينة تيونفيل، شمال شرق فرنسا، لقاء مع برونر يقدّم فيه أعماله الأخيرة، ويمتدّ إلى تقاطعات أبحاثه العلمية مع الواقع المحلّي والعالمي، ومجمل مسيرته التي انفتحت كذلك على الكتابة الأدبية.
في العام الماضي، برز كتاب "القيامة المعرفية" (عن المنشورات الجامعية الفرنسية)؛ حيث قدّم فيه بورنر مفارقة تتعلّق بتحقيق البشرية طموحات كثيرة على المستويَين العلمي والتقني، وهي طموحات كان يُفترض - بحسب مسلّمات عصر الأنوار - أن تؤدّي إلى تحرير البشرية وتحقيق ازدهارها، غير أنّ واقع العالم المعاصر لا يبدو قريباً ممّا انتظره مفكّرون القرن الثامن عشر.
تفتح إشكاليات هذا الكتاب على قضايا راهنة؛ مثل ضرورة إعادة فحص علاقة المجتمعات المعاصرة بالإنتاج المعرفي، والانتباه إلى أنّ المعرفة ليست عالماً موازياً للواقع، بل هي فاعلة في مستويات عدّة، مثل الأخطار التي تتهدّد النماذج الديمقراطية، والانعكاسات السلبية على البيئة.
من مؤلّفات برونر الأُخرى: "كوكب البشر: إعادة السحر لمفهوم المخاطرة"، و"المعتقدات والمخيّلات المعاصرة"، و"إمبرطورية الخطأ: عناصر من علم اجتماع المعرفة"، و"حياة وموت المعتقدات الجماعية". ويظل كتابه الأشهر "إمبراطورية المعتقدات" الصادر في 2003. وقد وصلت بعض مؤلّفاته إلى العربية مثل "الشك" و"الخطر السوسيولوجي".