جولي هيل.. ذاكرة الطفولة في الإسكندرية

06 ابريل 2023
"محطة الرمل" في الإسكندرية خلال الثلاثينيات
+ الخط -

في عام 1936، وُلدت الكاتبة اليونانية الأميركية جولي هيل (باسم جوليا ليوسينيديس) في الإسكندرية التي نشأت فيها وتابعت تعليمها مثل العديد من السكندريين من أصول يونانية، حيث تخرّجت من كلّية العلوم في جامعتها، ثم غادرت المدينة المتوسطية لإكمال دراستها في الولايات المتحدة عام 1956.

وضعت هيل العديد من المؤلفات التي مزجت بين أدب الرحلات والسيرة الذاتية واليوميات، مثل "من أثينا إلى أفغانستان" (2003)، و"إعادة النظر في طريق الحرير: الأسواق والتجّار والمآذن" (2006)، و"الشاهد المميّز: رحلات إعادة الاكتشاف" (2014)، وغيرها.

صدرت حديثاً النسخة العربية من كتاب هيل "في شمس الأصيل: إسكندريتي" عن "المركز القومي للترجمة"، ونقلته من الإنكليزية المترجمة غادة جاد، وفيه تعود المؤلّفة إلى رسائل بعث بها والدها لها منذ ما يقارب ستّين عاماً.

غلاف الكتاب

تروي الرسائل أحداثاً وقعت عقب العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، أي في السنوات الأخيرة التي قضتها عائلة هيل اليونانية في الإسكندرية، وفيها ترصد تقاليدَ وعادات اليونانيين المصريين آنذاك، وعلاقتهم بالعرب المصريين.

تروي المؤلّفة مشاهدات تُبرز التفاعل بين السكندريين على اختلاف أصولهم في المقاهي والمطاعم ودور السينما والشواطئ، وكذلك في الأعمال التجارية والنشاطات الاجتماعية والرياضية، وغيرها من المجالات، في محاولة لتوثيق الحياة اليومية في المدينة بين عقدَي الثلاثينيات والخمسينيات بشكل أساسي.

وتسجّل هيل يوميات الطفولة في كنف عائلة جاءت لاجئة إلى مصر من مناطق الإمبراطورية العثمانية، والتحاقها بمدرسة "الليسيه" الفرنسية بالإسكندرية. كما تصوّر الغارات الليلية، والاستماع إلى المذياع في الظلام أثناء الحرب العالمية الثانية، وأخبار اقتراب الجيش الألماني من المدينة، حيث كاد يسيطر عليها قبل أن يُهزَم على يد الحلفاء.

ومن خلال المخاطبات التي جمعتها بوالدها، تستعرض الأحداث التي رافقت ثورة يوليو عام 1952، والتغيّرات التي حلّت بالمجتمع بعد وصول جمال عبد الناصر إلى السلطة. ثم تُقدّم في خاتمة الكتاب تفاصيل زيارتها إلى الإسكندرية بعد عقودٍ عدّة، حيث اكتشفت "مدينة متغيّرة، غافلة عن ماضيها"، تماماً تغيّرت هي نفسها، وهو السبب الذي جعلها تجد في "التذكّر وسيلة للانتماء"، كما تقول.

المساهمون