جوزيف حوراني.. إنسان العصر السيبراني

09 مايو 2021
(من المعرض)
+ الخط -

يجمع جوزيف حوراني بين عدّة حقول معرفية وإبداعية حيث حاز ثلاث شهادات جامعية أولى في كلّ من العمارة والفلسفة والموسيقى، ما كوّن لديه تصوّرات مختلفة ضمن اختصاصه في التخطيط الحضري والعمراني، مع اهتمام بالبعد التقني في ظلّ التطوّرات التكنولوجية المتسارعة في العالم، فحصل على درجة الدكتوراه عن أطروحة بعنوان "المبادئ البارامترية المعمارية في عصر علم التحكم الآلي".

حتى منتصف الشهر الجاري، يتواصل في "غاليري صالح بركات" ببيروت معرض استعادي للاختصاصيّ في التخطيط المُدني والمعماري اللبناني (1974)، ويضمّ أعماله الفنية التي نفّذها بين عامي 1995 و2020، وكان قد افتتح في التاسع عشر من آذار/ مارس الماضي.

وضع حوراني آلاف الرسومات التحضيرية لمنحوتاته التي اشتغلها خلال ربع قرن مضى، وتنوّعت بين أعمال تستدعي الشكل الإنساني أحيانا، وأخرى ذات أنماط هندسية مصنوعة من الخشب، كما يستحضر في غيرها حالات بدائية من خلال إنشاءات ذات طابع خيالي طوطمي، أو يستشرف المستقبل في منحوتات توحي بتلك الحركة المتكرّرة التي تقوم بها الآلة اليوم.

(من المعرض)
(من المعرض)

ويشير في تقديم معرضه إلى أن منحوتاته تُظهر أكثر بكثير من مجرّد التفاعل العام بين الفكرة أو الرسم الأوّلي والخشب أو المادة المستخدمة، إذ إنّ التجريب في النحت بالنسبة إليه لا علاقة له بالتكوين ولا بالأسلوب، موضحاً "في أي عمليّة خلق، يجب أن يكون مرتبطاً باللانهائية، بالمسار الدائم إلى شكل آخر".

تتعدّد الخامات التي يستخدمها حوراني بين المعدن والحجر والخشب، مركّزاً في جانب من أعماله على التطوّرات المتعلقة بالحروب والصراعات السيبرانية القادمة التي تكون شبكات المعلومات ساحة ميدان لها، حيث يتتبع أفكار الفيسلوف الفرنسي جيل دولوز في فهم تداعيات ذلك كلّه على الإنسان المعاصر، كما يتناول مسألة  الأعضاء بلا أجسام، في ضوء تجارة الأعضاء، بخروج العضو من الجسم، ودخول أعضاء أخرى إليه، لمواكبة التكنولوجيا التي تقدّمها سينما الخيال العلمي.

يضمّ المعرض حوالي مئة منحوتة، حيث تحاكي بعضها أحشاء الإنسان من كبد وكلى وأعضاء أخرى قدّمها حوراني ضمن منحوتات مفككة من أجل إبراز مدى أهميتها، وهو ما لا يمكن أن نلمسه في الحياة الحقيقية، بحسب الفنان الذي يبحث في مرحلة ما بعد الإنسان، وكيفية الوصول إلى الإنسان السوبر مان عبر إعادة تشكيل أعضائه وقدراته.

المساهمون