تقدّم الفنانة التشكيلية الأفروأميركية جنيفر باكر (1984) البورتريهات ومناظر الطبيعة الصامتة في ضوء رؤية سياسية معاصرة تقارب قمع السلطة وعنف مؤسساتها في الولايات المتحدة الموجّه ضد الأميركيين السود، وتركّز على طبيعة حياتهم المعاصرة والشحن السياسي الذي يعيشونه على الدوام.
"العين غير راضية عما ترى" عنوان معرضها الجديد الذي افتتح في الخامس من الشهر الجاري في "غاليري سربنتين" بلندن ويتواصل حتى الرابع عشر من آذار/ مارس المقبل، وتقدّم من خلاله لوحات ترسم فيها أصدقاءها وعائلتها والمقرّبين منها.
تنفّذ باكر رسوماتها باستخدام الألوان الزيتية على قماش، وتختار عادة مشاهد داخلية لأشخاص يتبادلون الأفكار أو الحديث أو يجلسون في حالات شعورية مختلفة، كما ترسم الزهور بشكل تقليدي للتعليق على أحداث سياسية، مثل لوحتها المهداة إلى ساندرا بلاند، التي وُجدت معلّقة في سقف زنزانة بولاية تكساس الأميركية عام 2015، بعد ثلاثة أيام من اعتقالها بذريعة مخالفة مرورية، وقدّ سجّل موتها كحالة انتحار شنقاً، ما تسبّب في حدوث احتجاجات واسعة من قبل ناشطين اتهموا الشرطة بطعنها حتى الموت.
تقترب باكر في أعمالها من أسلوب فنانين مختلفين، منهم الإيطالي كارافاجيو والفرنسي هنري ماتيس، كما يظهر في أعمالها المعروضة التي تنتمي إلى السنوات العشر الأخيرة، ومنها لوحة تتضمن سعف النخيل وزهرة الفاوانيا النارية وتحمل اسم الطالب الأسود لكوان ماكدونالد الذي أطلق عليه شرطي ستّ عشرة رصاصة حتى أرداه قتيلاً في ولاية شيكاغو عام 2014.
وتنجذب في لوحاتها إلى التفاصيل، إذ نجد في لوحة زوجاً من السمّاعات مكبّرة الصوت ملقاً على الأرض ويتشابك مع أسلاك سوداء قرب امرأة تجلس على كرسي وتنزل رجليها على الأرض حيث تنتعل حذاء رياضياً مخططاً باللونين الأبيض والأحمر، أو لسترة جلدية مرمية على الأريكة في لوحة ثانية بجوار رجل يحدّق في الأرض,
تحتل الزهور مساحة مهمةً في تجربة باكر، إذ ترمز إلى تقديمها في الجنازات لأبطالها الذين ذهبوا ضحية للتمييز العنصري في بلادها وللمرضى أو بين المحبين، حيث تحتشد الخضرة في عدد من اللوحات الصغيرة التي تأتي في سياق بحثها المتواصل حول الطبيعة في الفن ، وهي تبدو في الوقت نفسه مثل تذكار لتدلّ على حادثة لن تمحى من مخيلة السود.