في التاسع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، أقيمت أولى الوقفات الاحتجاجية ضدّ العدوان الصهيوني على غزة، في ولاية جندوبة (160 كلم جنوب غرب تونس العاصمة)، لتتواصل بعدها الأنشطة التضامنية والثقافية في المدينة والبلدات المحيطة بها.
آخر هذه الفعاليات، انطلقت صباح اليوم الأحد في "دار الشباب فرنانة" بجندوبة تحت عنوان "باقون ما بقي الزعتر والزيتون"، بتنظيم من مديرية الثقافة في الولاية، لمناسبة يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني، والذكرى الخامسة والسبعين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
التظاهرة، التي استهلّت بالنشيدين الوطنيين الفلسطيني والتونسي، تضمّنت قراءات بعنوان "شعر المقاومة"، قدّمها الشاعر عزّ الدين الهمامي، وتلاها افتتاح معرضين توثيقيّين، الأول حول تاريخ المقاومة الفلسطينية، والثاني حول حقوق الإنسان والقضية الفلسطينية.
يتضمّن البرنامج معرضاً بعنوان 'الكاريكاتير مقاومة' للفنان التونسي رشيد الرحموني
كما تُعقد أربع ورشات تدريبية، الأولى مخصصة للرسم تقدّمها أميرة الغرياني، إلى جانب ورشة للخط العربي ينشّطها نور الدين الصخيري، وورشة في الكتابة على الخشب يديرها سعد براهمي، وورشة في الأشغال اليديوية تقدّمها فردو مومني.
وتحت عنوان "الكاريكاتير مقاومة"، يُقام معرض للرسام رشيد الرحموني الذي أقام عدداً من المعارض خلال الفترة الماضية في أكثر من مدينة تونسية، وتتنوّع مواضيع رسوماته بين انتقاد الصمت العربي تجاه حرب الإبادة التي يشنّها الاحتلال الإسرائيلي، وتوثيق يوميات الحرب ضدّ غزة، واغتيال الصحافيين والكتّاب والفنانين الفلسطينيين، والهرولة نحو التطبيع من قبل بعض الأنظمة العربية.
والرحموني، الذي يقدّم أيضاً ورشة في فن الكاريكاتير، عُرف خلال العقود الماضية برسوماته التي تنتقد الفساد الحكومي والرقابة، بالإضافة إلى متابعة الاحتجاجات الشعبية التي انطلقت في تونس عام 2010، وامتدّت إلى بلدان عربية أخرى.
في حديثه إلى "العربي الجديد"، يقول الرحموني إنّ "دور الكاريكاتير يكمن في تحفيز المقاومة لدى الشعوب العربية، وبثّ صورة مبسّطة لشعوب العالم حول ما يجري على أرض الواقع من تنكيل وتشريد ودمار ممنهج لابادة الشعب الفلسطيني، أو ترحيله قسرياً والتخلّص من المقاومين وحماة غزّة الذين هم سد منيع أمام حلم إسرائيل الكبرى".
ويقدّم "نادي الموسيقى" في فرنانة عرضاً بقيادة وسام البلالي، ويُختتم البرنامج بعرض موسيقي آخر بعنوان "طوفان الأقصى"، يشارك فيه كلّ من المغنين والعازفين: مروى جمازي، ووفاء صكوحي، ولطفي الخميري، وعدنان عشي، ورامي فايدي.
يُذكر أن عدداً من الفعاليات أقيمت خلال اليومين الماضيين في عدد من الفضاءات الثقافية بولاية جندوبة، منها أمسية للشعراء نور الدين الصولي وعبد الستار المعروفي وحسن العيادي، ومحاضرة بعنوان "حقوق الإنسان وجرائم الاحتلال ضدّ الشعب الفلسطيني" قدّمها الباحث توفيق الذهبي.