يُقال الكثير في وصف الكاتب المصري عباس محمود العقاد (1889 - 1964)، فهو لم يكن مجرّد مثقّف عادي بقدر ما جمع أصنافاً من العلوم في كتاباته، التي شملت النقد الأدبي والبحث التاريخي والتراجم، فضلاً عن كتابة الشعر أيضاً.
إلّا أنّ ما تركه من مقالات متناثرة في المجلَّات والصحف المصرية والعربية، هو أكثر ما يُدلّل على تلك الموسوعية من بين الأجناس التي تناولها. وفضلاً عمّا تتميّز به مقالاتُه من أنها كثيرة ومتنوّعة الموضوعات، فإنّ صاحبها اجترح أسلوباً نثرياً تجديدياً في كتابتها، تفرّد به بين أدباء النصف الأوّل من القرن العشرين.
عن "مدارات للأبحاث والنشر" تصدر هذه الأيام المجلّدات الثلاثة الأُولى من مشروع "جمهرة مقالات العقّاد"، من جَمْع الباحث عبد الرزاق عيسى، ومراجعة وتدقيق الباحث أحمد رجب حجازي. ويحمل المجلّد الأول عنوان "من وحي السِّيرة الذاتية"، في حين يُخصّص الثاني لـ"التراجم والسير"، ويحمل الثالث عنوان "في رحاب الأدب والنقد 1".
ومن المقرّر أن تصدر بقية مجلّدات الجمهرة (وعددها 15) مقسّمة حسب الموضوعات على الشكل التالي: المجلّدات من الثالث إلى التاسع: "في رحاب الأدب والنقد"، والعاشر: "في الشعر وقضاياه"، والحادي عشر: "في قضايا النحو والعربية"، والثاني عشر: "فى رحاب التاريخ"، والثالث عشر: "في التراجم والأعلام"، والرابع عشر: "في الفلسفة"، والخامس عشر: "في القضايا السياسية"، والسادس عشر والسابع عشر: "في المقالات الدينية"، والثامن عشر: "كتابات حول العقاد".
ويتميّز المجلَّد الثاني عن الثالث عشر، أن الثاني اختصَّ بما كتبه العقَّاد عن الأعلام الذين التقى بهم، أو كانت له بهم صلة شخصية أو أدبية، وعلى هذا الأساس أُلحق بالمجلَّد الأول "من وحي السيرة الذاتية". أما المجلَّد الثالث عشر فيختصُّ بمقالات العقَّاد عن الشخصيات التاريخية العامة، ولذلك أُلحق بمجلَّد المقالات التاريخية.