عقدت، أول أمس الأربعاء، "جمعية الثقافة العربية" في مقرّها بمدينة حيفا المحتلة، ندوة بعنوان "الحدث الثقافي"؛ تلخيصاً للعام الحالي، وختاماً لسلسلة حواريات نظّمتها الجمعية خلال العام المُنصرم.
أدارت الندوة مريم فرح، مُنسّقة المشاريع في الجمعية، وشارك فيها كلٌّ من: الباحثة السينمائية سماح بصّول، والفنانة منار زعبي، والموسيقي أكرم عبد الفتاح، والكاتب والناقد أنطوان شلحت رئيس الهيئة الإدارية للجمعيّة.
تناولتِ الندوة أبرز الإنتاجات في الحقل الثقافي لهذا العام في الداخل الفلسطيني المحتلّ، وأكّد المشاركون ضرورة أن يكون الحاضر مُرتبطاً بالماضي في شتى المجالات الثقافية، وأنّ النكبة هي نقطة مركزية في ذلك الماضي، ولفتوا إلى خطورة غياب دور الحركة النقدية في المجالات الثقافية على اختلافاتها.
من جهتها تحدّثت سماح بصول عن الأفلام السينمائية الفلسطينية التي أُنتجت هذا العام، والمُشارِكة في مهرجانات الدولية العالمية، مُشيرةً إلى افتقار هذه الأفلام لحاضنة جماهيرية عامة. لذا، فمن باب أَولى أن تُعرض ويتعرّف عليها الفلسطينيون أولاً، كما دلّلت على الحاجة إلى إقامة صندوق تمويل فلسطيني، يتولّى دعم مثل هكذا أعمال.
أمّا منار زعبي فانتقدت غياب تعليم الفنّ في المناهج التدريسية في المدارس العربية بالداخل الفلسطيني المُحتلّ، ونبّهت على دور ذلك في تنشئة الأجيال القادمة.
بدوره تطرّق أكرم عبد الفتّاح، عبر مداخلته، إلى تأثير الموسيقى الفلسطينية في العالم، وعن التغيّرات الحاصلة في التكنولوجية وتأثيرها على الموسيقى، والتحدّيات التي تقف بوجه الموسيقيين والفنانين في هذا الجانب، مؤكّداً أنّ على الفنان أنْ يكون جزءاً من مجتمعه وقضاياه.
في حين تحدّث الكاتب أنطوان شلحت عن أهم العوامل التي أدّت إلى شبه غياب للحركة النقدية عن المشهد الثقافي العام، لافتاً إلى أهمية دورها ومكانتها في تطوير الحقل الثقافي في الداخل المحتلّ كما كان عليه الحال في الماضي، وأكّد من خلال حديثه أنَّ تطوّر الحركة النقديّة يجب أن يترافق أيضاً مع تطوّر المشهد الثقافي.
هدفتِ الحوارية إلى إلقاء الضوء على أبرز الإنتاجات الثقافية والفنية في الداخل الفلسطيني المحتلّ، خلال العام 2022، وأضاء المتحدّثون أهمّ أعمال صُنّاع الثقافة فيه، كما بيّنوا الأسباب الاجتماعية التي أتاحت لهذه الأعمال دون غيرها أن تشق طريقها إلى الجمهور.
إلى جانب ما سبق، تناول المتحدّثون علاقة المشهد الثقافي الفلسطيني بالتغيّرات العالمية، سواءً في ظلّ العولمة، والتطوّر التكنولوجي، أو الظروف القاهرة جرّاء سياسات الاحتلال الإسرائيلي، والتحوّلات السياسية في العالم العربي.