"جماعة الفيلم السوداني": استعادة البدايات

08 يونيو 2023
من فيلم "لكن الأرض تدور" (1978) لسليمان محمد إبراهيم
+ الخط -

شهد السودان حراكاً سينمائياً خلال عقد السبعينيات؛ حيث قدّم عدد من المخرجين الذين تلقّوا تعليماً أكاديميّاً متخصّصاً، مجموعة أعمال لاقت استحساناً نقدياً، كما حازت على جوائز في مهرجانات دولية. كما عرفت تلك الفترة نموّاً في قاعات العرض التي تجاوزت عددها الستين آنذاك، وكانت تعرض أفلاماً محلية وعربية وأجنبية.

وبينما لم يُنتج سوى خمسة أفلام روائية طويلة، جرى إخراج عدد كبير من الأفلام التسجيلية والوثائقية، وبرز أيضاً عدد من النقّاد الذين كتبوا متابعاتهم ومقالاتهم في الصحافة السودانية، وعرفت تلك البدايات زخماً وانتشاراً لثقافة سينمائية سرعان ما انكفأت مطلع التسعينيات.

"لأنّ الضياع أكثر أمناً من مدن النار" هو عنوان فعالية التي تنظّمها "وكالة بهنا" في الإسكندرية ابتداءً من السابعة من مساء الإثنين المقبل، بالتعاون مع "أرسنال - معهد الفيلم وفنون الفيديو" في برلين، وتتضمّن عروضاً ونقاشاً حول "جماعة الفيلم السوداني" التي تأسّست على يد سينمائيين بدأوا نشاطهم خلال السبعينيات.

الصورة
من فيلم "الضريح" (1977) لـ الطيب مهدي
من فيلم "الضريح" (1977) للطيّب مهدي

تنطلق العروض بفيلم "الضريح" (1977) من تأليف وإخراج الطيّب مهدي، ومدّته 16 دقيقة، ويدور حول الصدام بين المعتقدات الدينية التقليدية والعقل الحديث، عبر طرح تساؤل حول مدى التسامح مع الحرية الشخصية، حتى لو كانت تتناقض مع قيم المجتمع وتقاليده.

يتضمّن البرنامج أيضاً عرض أفلام "لكن الأرض تدور" (1978) و"أفريقيا، الغابة، الطبول، والثورة" (1979) لسليمان محمد إبراهيم، و"أربع مرات للأطفال" (1979) و"المحطّة" (1989) للطيّب مهدي، و"الجمل" (1981) و"الحبل" (1983) لإبراهيم شداد.

أُنتجت الأفلام المعروضة بين بداية السبعينيات ونهاية الثمانينيات، خلال دراسة بعض أعضاء "جماعة الفيلم السوداني" ما بين روسيا وألمانيا الشرقية ومصر، وهي تحمل تأثيرات التصوير السينمائي السوفييتي والموجة الجديدة في فرنسا، وتيار السينما الثالثة بشكل أوسع، التي تحاول تتبّع ديناميكيات السياسة الدولية والعلاقات الثقافية آنذاك.

ويشير بيان المنظّمين إلى أنّ مجموعة من صانعي الأفلام العاملين في "مؤسّسة السينما" و"مصلحة الثقافة" السودانية قاموا، في نهاية السبعينيات، بإصدار مجلّة "السينما"، ومن ثمّ تأسّست "جماعة الفيلم السوداني" في نيسان/ إبريل 1989، حتى تتمكّن المجموعة من العمل بشكل أكثر استقلالية عن الدولة، موضّحاً أن المجموعة عملت على استشراف خيال مختلف للسينما في السودان، وخلق مساحة للثقافة السينمائية للانتشار بشكل أوسع؛ من خلال المشاركة في جميع جوانب إنتاج الأفلام وعرضها وتدريسها، إلّا أنها لم تتمكّن من العمل إلّا لوقت محدود بسبب الأوضاع السياسية في السودان حينذاك، وحظر جميع المساعي الثقافية، ولم تتمكّن المجموعة من تجديد نشاطها مرّة أخرى إلّا عام 2005.

المساهمون