جانيت هاكوبيان.. شخصيات تبحث عن هوية جديدة

16 اغسطس 2024
"احتفاء 1"، 2015
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- الفنانة الأرمنية جانيت هاكوبيان تعرض لوحاتها في معرض "غرفة مليئة بالناس" ببيروت، حيث تلتقي شخصيات اللوحات لمناقشة القضايا الراهنة.
- تسعى هاكوبيان لخلق عوالم جديدة لشخصياتها، متجاوزة القيود الاجتماعية والدينية والسياسية، مما يمنحها حرية التعبير والحركة داخل اللوحات.
- تتميز أعمالها بالألوان النابضة والتفاصيل الدقيقة، مما يعكس ازدحام الحياة الداخلية والخارجية للإنسان، وتتنقل بين النحت والرسم لمحاكاة هذه العوالم.

تبدأ الفنانة الأرمنية جانيت هاكوبيان يومها بإلقاء التحية على الشخصيات التي تعيش في فضاء لوحاتها التي تشكّل معرض "غرفة مليئة بالناس" المقام حالياً في غاليري "زلفا حلبي" ببيروت، ويتواصل حتى الحادي والثلاثين من الشهر الجاري. لوحاتها غرفٌ تلتقي فيها شخصيات اللوحة لتتناقش حول القضايا الراهنة التي تعنيها وتعيشها؛ هي شخصيات غالباً ما تعيش في الحياة الواقعية وتحمل مشكلات المجتمع الذي نعيش فيه.

تحاول الفنانة الأرمنية في أعمالها أن تخلق لشخصياتها عالماً جديداً ومجتمعاً متطوراً يستوعب حقائق جديدة. ومن أجل ذلك تعمل على خلق هويات جديدة فيما وراء الاجتماعي والديني والسياسي المباشر، الذي يطغى على الحياة الراهنة ويكبّلها. هذا العالم الجديد، يمنح الشخصيات حرية الحركة داخل فضاء اللوحة، كما يمنحها حرية أن تعبّر عن رأيها من خلال تموقعها القلق داخل اللوحة، فتارةً تكون واقفة، وتارة مستلقية، وفي أحيان كثيرة في وضعيات جانبية. 

قد تكون الألوان النابضة بالحياة هي القاسم المشترك الذي يجمع شخصيات هاكوبيان، إضافة إلى التفاصيل الدقيقة التي تشجّع المتلقي على التأمّل في موضوعات العزلة والوجودية، وعلى تجاوز حدود الغرف ونوافذها والبحث عن آفاق جديدة. 

من المعرض
من المعرض

للوهلة الأولى، قد تبدو الغرفة مكتظة بالشخصيات والألوان والتفاصيل الصغيرة، تماماً كما يشير عنوان المعرض، لكن هذا الازدحام الخارجي والمكاني ليس إلا انعكاساً للازدحام الذي يعيشه الإنسان في عوالمه الداخلية، وهو ازدحام ناجم عن ضغوط الحياة وسرعتها في عالم يلهث هو نفسه.

تتنقل الفنانة الأرمنية بين النحت والرسم، في محاولة لمحاكاة هذين العالمين الداخلي والخارجي، لكن الشخصيات والمشكلات تبقى نفسها، سواء في أعمالها النحتية أو في لوحاتها. الاختلاف الوحيد الموجود هو في التكوين الدقيق، وفي الأشكال الصعبة التي تبدو للوهلة الأولى متشابهة، لكنها مختلفة عن بعضها. 

وُلدت جانيت لعائلة أرمنية في إيران، انتقلت إلى أرمينيا حيث تابعت دراستها وحصلت على درجة الماجستير في الفنون التطبيقية، ثم إلى لبنان حيث تعيش وتعمل. أعمالها المشاركة في المعرض هي انعكاس لبنية هذه الثقافات الثلاث، حيث تحتل المرأة وقضاياها دور البطولة.

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون