رحل أوّل أمس الأحد الشاعر الأميركي جاك هيرشمان (1933 – 2021) أحد أبرز الأسماء الشعرية في الولايات المتحدة والذي عُرف بيساريته ومساندته لحركات التحرّر حول العالم، ومنها القضية الفلسطينية، كما عرف بنشر الثقافة الثورية ومن ضمنها سلسلة الأنطولوجيات التي أصدرها تحت عنوان "كتائب الشعراء الثوريين"، كما ترجم الشعر إلى الإنكليزية عن تسع لغات وترك أعمالاً فنية في الكولاج والرسم.
كان هيرشمان غزير الإنتاج، إذ نشر مئة كتاب شعر، تُرجم ما يقارب نصفها إلى أكثر من تسع لغات، واختير "شاعراً متوَّجاً" لمدينة سان فرانسيسكو (2006-2009) المدينة التي أسس فيها وأدار مهرجاناً للشعر العالمي، وكان عضواً مؤسساً في حركة الشعر العالمية لمدينة ميديين الكولومبية، و"كتائب الشعراء الثوريين" في سان فرانسيسكو، والمنظمة الشيوعية، ورابطة الثوار من أجل أميركا الجديدة. كما يعتبره البعض آخر شعراء "جيل البيت" وإن كان قد تمايز عنهم بخياراته الشعرية والسياسية.
مواقف الشاعر الأميركي كانت سبباً في الكثير من المضايقات التي عاشها مثل طرده من وظيفته كأستاذ للأدب في "جامعة كاليفورنيا" سنة 1965، بسبب تحريضه طلبته لرفض التجنيد العسكري في الحرب على فيتنام، كما لم يجد ناشرين لمؤلّفاته في أحيان كثيرة، وطالمل قرأ شعره في المقاهي والأرصفة والمظاهرات بعيداً عن المهرجات والمؤتمرات.
ترك هيرشمان مدينته نيويورك باكراً، بل وهجاها بوصفها أحد مراكز الرأسمالية، وسكن في غرفة فوق "مقهى تريسته" في مدينة سان فرانيسيكو، وتبنى نمطاً بوهيمياً للعيش، وارتبط منذ أكثثر من عقدين بالشاعرة والفنانة السويدية أنيتا فالك.
يذكر أن هيرشمان ابن عائلة يهودية من أصول روسية، وحاز درجة الدكتوراه في الأدب من "جامعة إنديانا" عام 1961، وعمل أثناء دراسته الجامعية محرّراً في "وكالة أسوشيتد برس"، ثمّ مدرّساً جامعياً قبل أن يُطرد من الوظيفة ويقرر ترك الأكاديميا.
من أبرز مؤلفاته الشعرية: "يود" (1966)، و"الألف السوداء" (الأشعار ما بين 1960 و1968)، و"HNYC" (1971)، و"حريق لوس أنجلس" (1971)، و"خطوط مواجهة" (2002)، و"عاطفة، إثارة، ونبوءة" (2015). وقد نشرت "العربي الجديد" ترجمات لبعض نصوصه في السنوات الماضية ويحمل عدد يوم غد الأربعاء ملفاً عن تجربته وقصائد له في الصحيفة الورقية وينشر في الموقع أيضاً.