جابر عصفور.. رحيل صاحب "زمن الرواية"

31 ديسمبر 2021
(جابر عصفور)
+ الخط -

غادر عالمنا، صباح اليوم الجمعة، الناقد المصري البارز جابر عصفور (1944 - 2021) بعد صراع مع المرض، تاركاً أعمالاً تنوّعت بين دراسة التراث النقدي العربي ومتابعة مستجدّات النقد المعاصر، وأسهم من خلالها في تطوير الدراسات النقدية وإضفاء حيوية عليها.

حصل عصفور، المولود في مدينة المحلّة الكبرى بمحافظة الغربية، على ليسانس من قسم اللغة العربية بكلية الآداب في جامعة القاهرة عام 1965، ليستكمل دراسته العليا بالحصول على الماجستير (1969) والدكتوراه (1973) من الجامعة نفسها، قبل أن يعمل أستاذاً زائراً في عدّة جامعات عربية وأجنبية، بينها جامعة استكهولم في السويد، وجامعتَي وسكونسن وهارفارد في الولايات المتّحدة.

وترك الناقد الراحل قرابة عشرين كتاباً بين التأليف والترجمة؛ فمن بين مؤلّفاته: "الصورة الفنية في التراث النقدي والبلاغي" (1973)، و"مفهوم الشعر: دراسة في التراث النقدي" (1978)، و"المرايا المتجاورة: دراسة في نقد طه حسين" (1983)، و"قراءة التراث النقدي" (1991)، و"التنوير يواجه الاظلام" ومحنة التنوير" ودفاعاً عن التنوير" (1993)، و"أنوار العقل" (1996)، و"زمن الرواية" (1999)، و"النقد الأدبي والهوية الثقافية" (2009)، و" قاطرة التقدُّم: الترجمة ومجتمع المعرفة" (2019).

ومن بين ترجماته: "عصر البنيوية من ليفي شتراوس إلى فوكو" (1985)، و"الماركسية والنقد الأدبي" (1986)، و"اتجاهات النقد المعاصر" (2002)، و"النظرية الأدبية المعاصرة" (1991).

في مقابل مكانته النقدية، لطالما انتُقد عصفور لعلاقته بالسلطة والأدوار التي لعبها عبر المؤسسة الثقافية الرسمية، ولا سيما في فترة  حكم حسني مبارك،  التي شغل فيها عدّة مناصب رسمية؛ حيث عُيّن عضواً في "المجلس الأعلى للمرأة" الذي كانت ترأسه آنذاك قرينة الرئيس سوزان مبارك، ومساعداً لوزير الثقافة السابق فاروق حسني، ورئيساً لـ"المجلس القومي للترجمة"، وأميناً عامّاً لـ"المجس الأعلى للثقافة"، كما كان آخر وزراء الثقافة في عهد مبارك؛ إذ تولّى حقيبة الثقافة في حكومة أحمد شفيق التي شكّلها في 31 كانون الثاني/ يناير 2011، في ذروة الثورة ضد النظام، إلّا أنه استقال من منصبه بعد تسعة أيام، بعد أن وُجّهت إليه انتقادات حادّة.

دعم عصفور أيضاً الانقلاب الذي نفّذه الجيش المصري في الثالث من تمّوز/ يوليو 2013 على أوّل رئيس مدني منتخب في تاريخ البلاد، الراحل محمد مرسي، وكان أوّل وزير للثقافة في فترة حكم عبد الفتاح السيسي (حكومة إبراهيم محلب).

حصل عصفور على جائزة القذافي التي انتُقد بسبب قبوله بها، بعد أن رفضها الكاتب الإسباني الراحل خوان غويتيسولو الذي أعلن عن رفضها "تماهياً مع مواقفي المناهِضة دوماً للأنظمة الاستبدادية"، وفق قوله. وإنقاذاً للموقف، عُرضت الجائزة على الناقد المصري الذي لم يتردّد في قبولها، بحجّه أنها تدعم مواقفه الداعية إلى "الاشتراكية والحرية".

كما حصل الراحل أيضاً على "جائزة سلطان بن علي العويس الثقافية" (1996/ 1997)، و"الوسام الثقافي التونسي" من الرئيس التونس الراحل، زين العابدين بن علي، عام 1995، و"أفضل كتاب في الدراسة النقدية" من وزارة الثقافة في عام 1984، وأفضل كتاب في الدراسات الأدبية من "مؤسّسة الكويت للتقدّم العلمي" في الكويت عام 1985، و"أفضل كتاب في الدراسات الإنسانية" في "معرض القاهرة الدولي للكتاب" عام 1995، و"جائزة النيل" عام 2019.

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون