للعام الثاني على التوالي، يحضر الشعر العربي بقوّة بين الأعمال المرشّحة لنيل "جائزة سارة مغواير للشعر المترجم" إلى الإنكليزية، والتي تُمنح كل عامين لأفضل كتاب شعري لشاعر على قيد الحياة من أفريقيا أو آسيا أو أميركا اللاتينية، حيث ضمّت القائمة القصيرة لدورة هذا العام، والتي أُعلن عنها أمس الخميس، عملَيْن لكلّ من الشاعر والروائي السوري سليم بركات، والزميل الشاعر الفلسطيني نجوان درويش.
الحديث هنا عن مختارات من شعر بركات ترجمتها الناقدة والأكاديمية اللبنانية هدى فخر الدين برفقة جايسون إيوين، وصدرت العام الماضي عن منشورات "سيغل بوكس" تحت عنوان Come, Take a Gentle Stab ("تعالي إلى طعنةٍ هادئة")، وكذلك عن كتاب درويش "تَعِب المُعلَّقون" (Exhausted on the Cross، أو "مُرهَقون على الصليب"، بالإنكليزية)، الذي صدر، العام الماضي أيضاً، بترجمة الكاتب والمترجم الأميركي من أصل مصري كريم جيمس أبو زيد، عن دار نشر "نيويورك ريفيو بوكس".
وإلى جانب كتابَي درويش وبركات، شملت القائمة القصيرة أربعة أعمال أُخرى نُقلت إلى الإنكليزية من الكورية والإسبانية والفرنسية، هي: "هجرات: قصيدة، 1976 ـ 2020" للمكسيكية غلوريا غيرفيتز بترجمة مارك شافر، و"فانيليا غير متوقّعة" للكورية الجنوبية لي هيامي بترجمة سوجه، و"النهرُ في المعِدة" للكونغولي فيستون موانزا موجيلا بترجمة ج. بريت ماني، و"مخزن للنجوم" للموريسي خال تُرابولّي بترجمة نانسي ناومي كارلسون.
أمّا لجنة التحكيم، فقد ترأّستها المترجمة عن الإسبانية روزاليندا هارفي، وشارك في عضويتها كلّ من أستاذ الفلسفة في "جامعة سيتي" بنيويورك كيو لي، والروائي والشاعر والناقد الصيني المقيم في بريطانيا كيت فان. ومن المنتظَر أن يُعلَن عن الكتاب الفائز في الأوّل من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.
وجاء في بيان لجنة التحكيم حول كتاب بركات: "يضمّ 'تعالي إلى طعنة هادئة' مجموعة من الأعمال التي كتبها الشاعر السوري الكردي المعروف سليم بركات على مدى خمسة عقود. ورغم أن لغته الأم هي الكردية، إلّا أن بركات يكتب قصائده بالعربية، وهي قصائد غالباً ما تقوم على أفكار حول الصراع، والعنف، والهوية. وتنقل ترجماتُ فخر الدين وإيوين، بنجاح، إلى الفضاء الأنغلوفوني، ذلك التدفّق الإبداعي الخاصّ بسليم بركات".
وعن مجموعة الزميل نجوان درويش، قالت لجنة التحكيم: "'تِعبَ المُعَلَّقون' مجموعةٌ رائعة لواحد من أفضل الشعراء المعاصرين في الشرق الأوسط. تُعيد قصائد درويش الأنيقة الحياةَ إلى ثيمات التهجير والإيمان والصراع؛ وهي قصائد نُقلت ببراعة في ترجمة كريم جيمس أبو زيد".
وكانت الدورة السابقة قد شهدت حضور شاعرين عربيّين في قائمتها القصيرة، هُما الشاعر السوري نوري الجرّاح في مجموعته "قاربٌ إلى لسْبوس: مرثيّة بناتِ نعش" الصادرة بالإنكليزية عام 2018 تحت عنوان "قارب إلى لسْبوس وقصائد أخرى" (بانيبال بوكس) بترجمة كاميلو غوميز ريفاس وأليسون بليكير؛ والشاعر العراقي الراحل فوزي كريم في "درسٌ لا يُفهَم" (كاركنيت برس)، والتي أنجز ترجمتها أنتوني هاول بناء على ترجمة أولى قام بها كريم، في حين ذهبت الجائزة إلى الشاعر الصيني يانغ ليان عن كتابه "ثلج يوم الميلاد".
يُذكَر أن "تعِبَ المُعَلَّقون" ــ الذي صدر أصلاً بالعربية عام 2018 عن "دار الفيل" و"المؤسّسة العربية للدراسات والنشر" ــ قد وصل هذا الشهر إلى القائمة القصيرة لجائزة أُخرى للشعر باللغة الإنكليزية، هي "جائزة الترجمة القومية" التي تمنحها "جمعية المُترجمين الأدبيّين الأميركيّين"، والتي يُعلَن عن الكتاب الفائز بها في السادس من تشرين الأول/ أكتوبر المقبل.
كما أنّ العمل نفسه، الذي وصل في كانون الثاني/ يناير الماضي إلى القائمة النهائية لـ"جائزة أفضل كتاب شعري مترجم في أميركا لعام 2022" التي تمنحها مؤسسة PEN الأميركية؛ وصل أيضاً إلى القائمة القصيرة لـ"جائزة ديريك والكوت للشعر" التي يُعلن عن الفائز بها في الثالث عشر من تشرين الأول/ أكتوبر القادم.