عادة ما تكون احتجاجات الفنانين ضدّ قرارات غلق الفضاءات الثقافية في تونس من خلال تنظيم وقفات احتجاجية ضدّ الحكومة. ما تعيشه اليوم تونس من تعليق نشاط الحكومة منذ 25 تموز / يوليو الماضي، يبدو أنه غيّر في طرق الاحتجاج التي يعتمدها الفنانون.
من ذلك التوجّه إلى مؤسسة رئاسة الجمهورية للدعوة إلى إنهاء حالة التوقف الثقافي الذي تعيشه البلاد منذ قرابة نصف عام بسبب موجات الوباء المتتالية. كما جاءت المبادرة بعيداً عن الوقفات الاحتجاجية الميدانية فقد كانت رسالة توجّهت بها نقابة "الفنان المبدع" إلى رئاسة الجمهورية، وأهم ما جاء فيها طلب "تمكين الفنانين من العودة لمزاولة نشاطهم الفني مع التقيد بالإجراءات الوقائية والبروتوكول الصحي المعمول به".
كما أشارت النقابة إلى "تفاقم الأزمة المادية للفنانين وتردّي أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية بسبب البطالة التي يعيشونها بعد منع التظاهرات الثقافية والأنشطة الفنية العامة والخاصة مما أدى إلى تزايد عدد الحالات الهشة في القطاع الفني" حيث وجد العديد من الفنانين أنفسهم "عاجزين عن تأمين الحد الأدنى من الحاجيات الحياتية الضرورية والإيفاء بتعهداتهم المالية تجاه العديد من الجهات بسبب فقدانهم لموارد رزقهم".
يذكر أن نقابة أخرى تنشط في المجال الفنّي، هي "النقابة التونسية للمهن الموسيقية والمهن المجاورة" قد سبق ونشرت بياناً موجّهاً إلى وزارة الثقافة دعت فيه إلى استئناف النشاط الفني، كما طالبت بتلقيح الفنانين المزاولين للأنشطة الفنية والثقافية للحد من انتشار فيروس كورونا في صفوفهم.