توفيق محمد لقبايبي: تاريخ الماء في المغرب

18 نوفمبر 2020
(بائعا مياه تقليديان في مراكش)
+ الخط -

"حرف الماء في تاريخ المغرب بين التأصيل والتجديد.. دراسة في تاريخ نماذج من الحرف المائية بالمغرب" عنوان كتاب للباحث المغربي توفيق محمد لقبايبي، صدر حديثاً عن "مؤسّسة آفاق للدراسات والنشر والاتصال" بمراكش. وفيه يرصد مختلف التقنيات التي ابتكرها المغاربة واعتمدوها، عبر التاريخ، للوصول إلى المياه، متوقّفاً عن خصائص كلّ تقنية منها.

يؤرّخ الكتاب لتاريخ حرف الماء في المغرب، ويقاربها من زاوية تاريخية، مسلّطاً الضوء على تطوُّرها التاريخي وأصول ومكانة ممتهنيها في المجتمع، وتنظيماتها، وما آلات إليه هذه الحرف في العصر الحاضر.

بالإضافة إلى دراسة تمهيدية تُضيء على حرف الماء وخاتمةٍ تتضمّن مجموعةً من الخلاصات والاستنتاجات، يتوزّع الكتاب بين خمسة فصول؛ هي: "حرف استنباط الماء"، و"حرف مرتبطة بالمشرفين على قسمة الماء"، و"حرف مرتبطة بتوزيع الماء الشروب"، و"حرف استغلال مساقط المياه"، و"حرف استغلال الماء لإنتاج مادّة معينة".

حرف الماء في تاريخ المغرب - القسم الثقافي

يُشير لقبايبي، في مقدّمة الكتاب، إلى أنّ التقنيات والحيل التي ابتكرها الإنسان المغربي للوصول إلى المياه والتزوُّد بها تختلف حسب توفُّر الماء أو ندرته، لكنها بلغت درجةً من الاحترافية، وهو ما يعكس رغبةً في مواجهة الصعوبات والمتاعب التي تعترض عملية التزوُّد بالماء، مضيفاً أنّ تلك التقنيات تحتكم إلى ظروف مناخية وطبوغرافية حدّدت خصائص كلّ حرفة على حدة.

يأتي الكتاب، بحسب المؤلّف، للتأريخ لموضوع الحرف المائية ضمن إطار اكبر يتعلّق بـ "تصحيح مسار الكتابة التاريخية بتحويل وجهتها من السياسي إلى المجتمعي، ومن البنية الفوقية للمجتمع إلى بنياته التحتية، فتم بذلك الانتقال من التاريخ المنظور إليه من الأعلى إلى التاريخ المنظور إليه من الأسفل، عبر إعادة الاعتبار لمن لهم دور في تحريك مجرى التاريخ من صنُّاع وحرفيّين ومزارعين وباعة متجوّلين وغيرهم من عامّة المدن والبوادي".

ويعتبر لقبايبي أن عمله يندرج ضمن "استعادة تاريخ المجتمعات والذهنيات من أيدي السوسيولوجيين والأنثروبولوجيين، والانتصار لفئة لطالما همّشها التاريخ وعاقب ممتهنيها، كباقي فئات المجتمع البسيط، بالتجاهل والنسيان".

المساهمون