إذا كان افتتاحُ ترام القاهرة يعود إلى الحادي عشر من آب/ أغسطس 1896، فإنّ الترام الأوّل الذي رأى النور في مصر والعالم العربي يسبقه بعقود؛ والحديث هنا عن ترام الإسكندرية، الذي انطلق في أُولى رحلاته عام 1860.
عبر تاريخه الطويل، ظلّ الترام يمثّل نُزهة ترفيهية لسكّان المدينة وللسيّاح، كما بقيت "محطّة الرمل"، حيث يلتقي الترام الأزرق بالأصفر، أحد أهم الميادين الرئيسية في الإسكندرية، وهو المكان الذي انطلقت منه أولى الرحلات.
عند الخامسة مساء التاسع من شباط/ فبراير المُقبل، تنتظم الجلسة الأولى من "حلقة أمكنة - 7" التي يعقدها الكاتب علاء خالد في "مركز الجزويت الثقافي" بالإسكندرية، وتحمل عنوان "ترام الإسكندرية: ذاكرة حيّة"، على أن تنتظم كلّ خميس في الموعد نفسه حتى السادس عشر من آذار/ مارس المُقبل.
وتناقش الجلسات، في مجموعها، الدَّورَ الاجتماعي للترام، وأثره في حياة المدينة، وفي حياة الناس الشخصية، بوصفه مكاناً من أماكن تشكيل الذاكرة الجمعية، وفضاءً مدينياً للّقاء بالآخرين. ومن ثمّ ستتمّ محاولة تصوّر المدينة بدونه في المستقبل، وهل ستكون قادرة على تشكيل ذاكرتها الجمعية آنذاك؟
ومن المقرّر أيضاً أن يُقام معرض تصوير فوتوغرافي للمشاركين في الحلقات، في نهاية شهر نيسان/ أبريل، بالاعتماد على ما سينتج عن الجلسات.
ولا يقتصر المعرض على الصور، حيثُ ستُجمَع نصوصُ المشاركين في الجلسات، لتُطبَع في منشور واحد يُوزّع كوثيقة وداع لوسيلة نقل عريقة كالترام، التي تكاد تختفي من حياة المدينة، ويُستغنى عنها لصالح وسائل جديدة و"مريحة"، ولكنّها أكثر خصوصية وتفتقر لميزة العمومية.
يُشار إلى أنّ الجلسات تنقسم وفقاً لبُعدها الإجرائي، على الشكل التالي: ستّ جلسات نقاشية حول نصوص ومقالات ذاتية لعددٍ من الكتّاب، كُتبت حول الترام في مراحل زمنية مختلفة؛ وثلاث زيارات ميدانية للمسارات المختلفة لخطوط الترام في الإسكندرية (تتم في 3 أيام جمعة بالتناوب، خلال مدّة انعقاد الحلقة)؛ على أن يكون الختام مع جلسة للنقاش العام بين المشاركين.