"ماذا يعني تخيُّل فلسطين كفعل مقاومة يتضمّن تحدّياً للواقع وأملاً بالمستقبل؟ وهل يمكننا اعتباره مسعىً استباقياً يهدف لتجاوُز قوّة عدوان وقمع 'إسرائيل' الوحشي؟"، هذان السؤالان يطرحهما لقاءٌ بعنوان "تخيّل فلسطين كفعل مقاومة"، تُقيمه "دارة الفنون" في عمّان عند السادسة من مساء السبت، الرابع والعشرين من شباط/ فبراير الجاري، وتتحدّث فيه الأكاديمية والباحثة تحرير حمدي.
تمثّل فكرة "التخيّل" موضوع كتاب حمدي "تخيُّل فلسطين: ثقافات المنفى والهوية الوطنية"، الصادر عن "دار بلومزبري" في 2022. وهذه الفكرة، مثلما توضّح، هي بحدّ ذاتها شكل أساسي من أشكال المقاومة، حيث "يُمثّل 'تخيُّل فلسطين' خطاباً مقاوماً لا يواجه قوى الاحتلال الصهيونية فحسب، بل يواجه أيضاً خطابات أولئك الذين لا يستطيعون تصوُّر فلسطين حرّةً من النهر إلى البحر، بل ويقبلون بالوضع الانهزامي الراهن الذي فرضته الإمبريالية".
بهذا المعنى، فإنّ تخيُّل فلسطين منزوعةً من الاستعمار والصهيونية يعني أيضاً تخيُّل هوية غير مستعمَرة، ومجتمع فلسطيني مترابط ببعضه البعض رغم تشتّته في المنفى وتحت الاحتلال، وذلك عبر ما يسمّيه إدوارد سعيد "شبكة من الانتماءات"؛ مثل: الصور الفوتوغرافية والأثواب وطقوس الكلام والعادات وغيرها. ومن هنا، فإنّ الفنّ الفلسطيني والرواية والشعر والتاريخ والصمود، كلّها تُمثّل تصوُّرات عن فلسطين، بوصفها أفعالاً واعية بغرض المقاومة والتحدّي.
كما يتضمّن فعل التخيُّل، وفق حمدي، عملية مستمرّة من إعادة تشكيل وإعادة صياغة الهوية الجماعية الوطنية والثقافية الفلسطينية. ومن أمثلة هذه التصوّرات عن فلسطين أعمال إدوارد سعيد وغسّان كنفاني ومحمود درويش ومريد البرغوثي وناجي العلي ورضوى عاشور و"فرقة العاشقين" و"أبو عرب" ومعارض "دارة الفنون".
يُذكَر أنّ تحرير حمدي هي رئيسة "الجامعة العربية المفتوحة" في الأردن، وأستاذة في أدب المقاومة والأدب المناهض للاستعمار، وهي محرّرة مساعدة في مجلّة "الدراسات العربية" الفصلية، كما أنّها مُحرّرة مشاركة في مجلّة "يانوس أنباوند".
تدور أعمالها البحثية حول أدب المقاومة ونظرية مناهضة الاستعمار وأهمّية المكان والمساحة في الأدب، وتشمل اهتماماتها البحثية إنهاء الاستعمار في التعليم في دول الجنوب العالمي، وتعقيدات المكان في مجالات مناهضة الاستعمار والمقاومة.
حاز كتابها "تخيُّل فلسطين: ثقافات المنفى والهوية الوطنية" على "جائزة كتاب فلسطين" عام 2023، كما حصلت، في 2022، على جائزة "مؤسّسة عبد الحميد شومان" لأفضل باحثة عربية في العلوم الإنسانية.