تعود بدايات حضور الفنون والثقافة في قطر إلى ستينيات القرن الماضي مع إنشاء مؤسسات الدولة الحديثة مع تزايد تصدير النفط، حيث شهدت العديد من الاكتشافات الأثرية، وتوسّع البناء الذي رافقه التفكير في العمارة كجسر بين التراث والحداثة، وبدء تعليم التربية الفنية في المدارس.
يضيء "تجربة إلى الأمام: الفن والثقافة في الدوحة من 1960 – 2020" الذي أعلنت "متاحف قطر" في الدوحة تمديده حتى السادس عشر من الشهر الجاري، على شخصيّات تمثّل مرجعيات ثقافية من عدّة أجيال، كانت لها مساهمات فعّالة في تنشيط المشهد الفنّي في العاصمة القطرية خلال حقبة من التغييرات الحضرية والاجتماعية المتسارعة"، وفق بيان المنظّمين.
يعكس المعرض الذي يستضيفه "المتحف العربي للفن الحديث"، دور الكتّاب والفنانين والناشطين الثقافيين الذي أغنى جهود المدينة لتحقيق التراث الثقافي، من خلال الإدارات الحكومية الرئيسية التي تأسست في سبعينيات القرن الماضي، ويُربَط التطوّر في المشهد الإبداعي بقطر بالتيارات الفكرية والثقافية في العالم العربي ومنطقة الخليج.
ويسعى المعرض إلى توثيق جذور الثقافة والفن وتحوّلاتهما على مدار ستّة عقود، وارتباطها بتأسيس المطابع وانطلاق الصحافة والمؤسسات الثقافية الأخرى في الدوحة، وتبرِز المعروضات أعمالاً لفنانين معروفين ينتمون إلى أجيال سابقة ومعاصرة، تتنوع بين اللوحات والصور الفوتوغرافية والفيديوهات والأعمال التركيبية والمواد الأرشيفية.
تُعرض أعمال الفنانين صلاح طاهر (1911 - 2007) وآدم حنين (1929 - 2020) وجاذبية سِرّي (1925) من مصر، وفائق حسن (1914-1992) وضياء العزاوي (1939) من العراق، وإبراهيم الصلحي (1930) من السودان، وخليفة القطان (1934 – 2003) من الكويت.
كذلك تحضر أعمال الفنانين القطريين مثل جاسم زيني (1942 – 2012)، وعبد الواحد المولوي، وحسن الملا، ويوسف أحمد، ووفيقة سلطان العيسى، وفرج دهام، ومحمد علي عبد الله، وسيف الكواري، وعلي حسن، وسلمان المالك، وحسن بن محمد آل ثاني، ووفاء الحامد، وعائشة المسند، وصفية المري، وبثينة المفتاح، وسارة العبيدلي، وغيرهم.
من بين المعروضات، عمل بلا عنوان لضياء العزاوي نفّذه عام 1995، بمادة تيراكوتا (طين محروق) مع طلاء زجاجي، ولوحة بعنوان "الصحراء" لجاذبية سرّي تعود إلى عام 1975، وهي تتكوّن من ألوان زيتية على قماش، وكذلك لوحة "صانع البشت" التي رسمها عبد الواحد المولوي سنة 1965 بألوان زيتية على قماش، وتصوّر حائك العباءات العربية.
إلى جانب عمل بعنوان "تكوين كلمة قطر" (1974) للفنان يوسف أحمد الذي نفّذها من مواد مختلطة على ورق مقوى، و"كان المستقبل صحراء" (2016) لصافية المرّية الذي تألف من صورة ثابتة وفيديوهات، وصورة فوتوغرافية لشارة العبيدلي بعنوان "مصنع الإسمنت 3" من سلسلة "يوميات خرسانة" (2014).