بين "النجف" و"العراق" للكتاب.. فلسطين أوّلاً

12 فبراير 2024
جانب من زوّار "معرض النجف" يتحضّرون للدخول إلى "قاعة غزة"
+ الخط -

منذ بدءِ عمليّة "طوفان الأقصى"، وما تلاها من عملياتِ إبادةٍ انتهجها الصهاينة تجاه المدنيّين في غزّة، لم يغب عن المشهد الثقافي العراقي، ذِكْرُ فلسطين، ولا وقوفه ضدَّ العمليات الإجرامية التي ما زالت مستمرّة هناك. فمن بيانات الاستنكار إلى الجلسات الشعريّة، ومن معارض الرَّسم والنَّدوات الفكريّة إلى المهرجانات الأدبيّة،  ظلَّت القضيّة هي التي تتصدّر المشهد.

في نهاية العام الماضي، حدَّدت وزارة الثقافة العراقيّة موعد انطلاق "معرض النجف الدُّولي للكتاب"، الذي بدأ فعليّاً الخميس الماضي، الثامن من شباط/ فبراير الجاري، ويستمر لغاية الثامن عشر منه، وهو المعرض الدولي الذي كان من المقرَّر أن يكون الوحيد في العراق خلال هذه الفترة. 

لكنَّ "مؤسسة المدى"، المُنظِّمة لـ"معرض العراق الدّولي للكتاب"، والذي يقام سنويّاً بين الثامن من كانون الأول/ ديسمبر، وحتّى الثامن عشر منه، أعلنت عن تأجيل المعرض في دورته الرابعة، لأسبابٍ تنظيميّة بينها وبين "اتحاد الناشرين العرب"، ليعلن القائمون على المعرض في الحادي والعشرين من كانون الثاني/ يناير الماضي، أنَّ دورة هذا العام ستنطلق في الرابع عشر من شباط/ فبراير، وحتى الثامن والعشرين منه، وهو ما خلق تداخلاً بين المعرضَين المذكورين، والذي عدَّه كثيرون من الناشطين الثقافيّين فرصة لمزيدٍ من التنوّع والتوسّع في مجال المعارض على مستوى العراق.

انطلقَ "معرض النجف" تحت شعار "من النجف إلى القدس"، بمشاركة أكثر من 200 دار نشر عراقيّة وعربيّة، من 14 دولة عربيّة وأجنبيّة، إلى جانب مؤسَّسات ثقافية تسجّل حضورها لأوَّلِ مرَّةٍ، مثل "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، و"مؤسَّسة الدراسات الفلسطينيّة"، حيث يعرض أكثر من نصف مليون كتابٍ ومخطوطاتٍ نادرة شملت مختلف التخصّصات.

قاعة القدس - القسم الثقافي

يضمَّ المعرض قاعتين كبيرتين، حملت الأولى اسم "قاعة القدس"، والثانية "قاعة غزّة"، فيما توشَّحت مداخل المعرض بالتصاميم ذات الطابع الفلسطيني، وأهمّها "الكوفيّة" التي زيَّنت القاعات.

يُشارك في المعرض مجموعة من الباحثين والأدباء العرب، منهم عبد السلام بنعبد العالي (المغرب)، وصلاح نيازي (العراق)، وإبراهيم الكوني (ليبيا)، وقاسم حداد (البحرين)، وعبد الواحد لؤلوة (العراق)، وسعيد الغانمي (العراق)، إلى جانب آخرين. كما يشهد المعرض خلال أيام انعقاده، العديد من الجلسات الثقافيّة والفكريّة والأمسيات الشعريّة.

أما "معرض العراق الدولي للكتاب"، والذي يُعدّ الأبرز بين معارض الكتب السنويّة، فتنطلق دورة هذا العام منه، بعد غدٍ الأربعاء، تحت شعار "صارت تسمّى فلسطين"، المقتبس من قصيدة للشاعر الفلسطني محمود درويش.

يُشارك في المعرض ما يقرب من 440 دار نشر عراقيّة وعربيّة، من عشرينَ بلداً، وبما يزيد عن 800 ألف كتاب، فيما ستكون هناك جلسات على مدار أيام المعرض بواقع أربع جلساتٍ في اليوم، يشارك فيها كتّابٌ وأكاديميّون وباحثون في الأدب والفلسفة وعلم الاجتماع ومجالات أُخرى، مع تخصيص جزءٍ منها يناقش المسألة الفلسطينية وتداعيات الحرب الراهنة.
 
ركَّزت الحملة الإعلانيّة للمعرض على تاريخ فلسطين، ووجوهها الثقافيّة، حيث خُصِّصت لها ملصقات دعائيّة خاصة، حملت صور واقتباسات لغسان كنفاني، إميل حبيبي، ومي زيادة، وناجي العلي، وإدوارد سعيد، وفدوى طوقان. فيما تناول الجانب الآخر من الحملة؛ العلاقة التي تربط الفلسطينيين بالعراقيين، ابتداءً من مناطق تمركز الجالية الفلسطينية في بغداد، وحتّى الشعراء العراقيِّين الذين تناولوا القضية الفلسطينيّة في قصائدهم، وليس انتهاءً بالكوفيّة التي تمثّل أيقونةً مشتركًةً بين المُجتَمعين.

يشارك في المعرض مجموعة من الأدباء والصحفيين العرب، منهم: ربعي المدهون (فلسطين)، وفواز طرابلسي (لبنان)، وبشرى خلفان (عُمان)، وسعود السنعوسي (الكويت)، وبدرية البشر (السعوديّة)، وآخرون.

يحضر في دورة هذا العام أيضاً، "شارع المتنبي"، وهو عبارة عن أكواخٍ متراصفةٍ تبلغُ مساحةُ الواحد منها 3×3 أمتار، تعرض على رفوفها الكتب والمنتوجات اليدويّة، حيث استحدثت هذه الفكرة في الدورة الماضية للمعرض، دعماً لأصحاب المكتبات الصغيرة و"بسطيّات" بيع الكتب، لتكون نسخةً مصغَّرةً من شارع الكتب الشهير "شارع المتنبي"، والذي يقع على ضفاف دجلة، وسط بغداد.

المساهمون