"بينالي البندقية": تسعة آلاف فنّان ضدّ مشاركة الاحتلال

27 فبراير 2024
معرض "من فلسطين مع الفنّ" في الدورة السابقة للبينالي
+ الخط -

وقّع أكثر من تسعة آلاف فنان، وعامل في المجال الثقافي حول العالم، عريضة تطالب "بينالي البندقية" باستبعاد الكيان الإسرائيلي من المشاركة في فعاليات الدورة الستين من التظاهرة التي تنطلق في العشرين من نيسان/ إبريل المقبل وتتواصل حتى الرابع والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر 2024.

العريضة التي تذكّر بمطالبات سابقة استجابت لها إدارة البينالي حين حظرت مشاركة نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا منذ عام 1968 وحتى سقوطه نهائياً عاام 1993، ولا تزال أعداد الموقّعين في ارتفاع على بيان يحمل عنوان "تحالف الفنّ وليس الإبادة الجماعية" (ANGA).

وبدأت حملة التواقيع بعد صدور الحُكم المؤقّت عن "محكمة العدل الدولية" في كانون الثاني/ يناير الماضي، الذي أشار إلى وجود أدلّة "معقولة"  تُثبت أنّ العدوان الصهيوني المتواصل على غزّة منذ أشهر ينتهك اتفاقيّة الإبادة الجماعية التي دخلت حيّز التنفيذ في "الأمم المتّحدة" عام 1951.

أشار الموقّعون إلى ازدواجية المعايير لدى الحكومات والمؤسّسات الثقافية والفنّية الغربية

ولفت الموقّعون إلى أنّ الفنّ الذي يُمثّل دولة متورّطة في فظائع مستمرّة بحق الفلسطينيّين، هو فنّ غير مقبول على الإطلاق، وأنه يجب ألّا يكون هناك "جناح للإبادة الجماعية في بينالي البندقية"، كما أوضحوا أنّه على الرغم من قرار محكمة العدل الدولية بتنفيذ "إسرائيل" مجموعة من التدابير المؤقّتة لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية في قطاع غزّة، إلّا أن العُدوان الإسرائيلي على غزّة "الذي يستمرّ منذ أشهر، بل وعقود عديدة، لا يزال متواصلاً، في حين يعلن قادة الاحتلال أنهم فوق القانون الدُّولي ويعلنون بجرأة عن نيّتهم (ارتكاب) الإبادة الجماعية".

ومن بين الموقّعين شخصيّات بارزة في عالم الفنّ، وعارضون سابقون وحاليّون في البينالي، وقيّمون وعاملون ثقافيون، مثل الفنّانتَين البريطانيّتين كارولينا كايسيدو وريحانة زمان، والأميركيّتين نان غولدين ومايكل راكويتز، والكندية سين واي كين، والفنّانة البريطانية الفلسطينية روزاليند النشاشيبي، التي قدّمت فيلمها "كهرباء غزّة" (2015)، بالإضافة إلى شخصيات عامة وثقافية من بينهم: المفكّر البريطاني من أصل باكستاني طارق علي، والاقتصادي اليوناني يانيس فاروفاكيس.

ونبّهت العريضة إلى ازدواجية المعايير لدى الحكومات والمؤسسات الثقافية والفنية الغربية، ومنها إدارة "بينالي البندقية"، في إشارة إلى بياناتها التي دعمت الشعب الأوكراني الذي يتعرضّ إلى عدوان روسي منذ نحو عامين، كما منعت مشاركة فنانين روس مرتبطين بحكومتهم، مقابل صمتها عن جرائم الإبادة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي.

ورغم أن "بينالي البندقية" وافق على تمثيل مجموعات عِرقية صغيرة لم تُشكّل دولاً تعترف بها الأمم المتحّدة، مثل شعب "السامي" الذي يعيش في شمال السويد والنرويج وفنلندا وشبه جزيرة كولا في روسيا، إلا أنه لا يسمح بوجود جناح رسمي يمثّل دولة فلسطين منذ تأسيسه.

وبيّن الموقّعون أنّ مشاركة أيّ عمل يُمثّل دولة الاحتلال رسميّاً في البينالي، يُعدّ تأييداً لسياسات الإبادة الجماعية التي تتبعها ويجب إيقافها.
 

المساهمون