بير كيركبي.. رحلة تشكيلية تحت الأرض

16 فبراير 2022
تمبرا على قماش، 200 × 300 سم، 2006 (من المعرض)
+ الخط -

عند رحيل الفنان التشكيلي بير كيركبي في أيار/ مايو من عام 2018، عنونَتْ صحيفةٌ دنماركية خبرها عن وفاته بالقول: "ملِك الرسم الدنماركي يرحل عن 79 عاماً". صِفةٌ تلقّفتها منها أكثر من يومية أوروبية ذكّرت، بدورها، بالمكانة التي كان يتّخذها الرسّام الدنماركي في المشهد الفني الاسكندنافي، الذي كان من الأسماء المؤثّرة فيه والمُلهمة له طيلة عقود.

إلى جانب التشكيل، وضع كيركبي العديد من الكتب في الشعر والرواية، كما أنجز أعمالاً نحتية، وتصميمات، وأفلاماً. على أنّ المجال الذي سيترك التأثير الأكبر على أعماله هو عِلم طبقات الأرض، أو الجيولوجيا، الذي درَسه وعمل فيه لسنوات، وسيمنح تجربته الفنّية بصمتها المختلفة.

"رسائل جيولوجية" هو عنوان معرض يُقيمه للفنان الدنماركي (1938 ــ 2018) "غاليري مايكل ويرنر" في لندن، وذلك بدءاً من الثالث والعشرين من الشهر الجاري وحتى الحادي والعشرين من أيار/ مايو المقبل، مقدّماً فيه لوحاتٍ وضعها كيركبي خلال فترةٍ تصل إلى خمسة عقود.

الصورة
زيت على قماش، 1999 (من المعرض)
زيت على قماش، 1999 (من المعرض)

في عوالم معتمة أو مُتربة، بُنّية أو مائلة حيناً إلى السواد وحيناً إلى الصفار، يرسم بير كيركبي أشكالاً تبدو وكأنّها صورة مقطعيّة للأرض يلتقطها في وسط غابة: طبقات من اللون المتراكبة، المنزلقة فوق بعضها البعض، تخطّها على اللوحة ضربات ريشة واسعة وألوان تنهال على نفسها وتتجاذب فيما بينها، كما هو حال عناصر الطبيعة من تراب وعشب ومعادن وماء في طبقات الأرض.

هكذا، يتابع المعرض النحو الذي أثّر من خلاله علمُ طبقات الأرض في تشكيل اللوحة عند الفنان، تركيباً ولوناً، حيث ننتقل من دخول المكان، أو سطح المكان، كثيمة أساسية إلى أعماله في الستينيات، حيث كانت تحضر الحدائق والأبنية وغيرها من العناصر العمرانية، لنصل إلى الأعمال التي "يغوص" فيها الفنان تحت الأرض، مستكشفاً بيئةً ليست مجهولة فقط لدى كثير من الناس، بل حتى في أجواء الفن التشكيلي.

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون