استمع إلى الملخص
- فنانون من مختلف أنحاء العالم يشاركون بأعمال تقترح تنمية العلاقات السلمية وبناء السلام بأساليب تشمل العدالة التصالحية والانتقالية والبيئية، محاولين فصل مفهوم السلام عن الحرب.
- يهدف المعرض إلى تعميق فهم السلام كعملية تحويلية تتجاوز إنهاء الحروب، لتشمل معالجة وتصالح الخسائر والإصابات، ويطرح أسئلة حول المعايير الأخلاقية والبيئية والاقتصادية في إيكولوجيات السلام.
في خضم الخسارة والحزن وويلات الحرب، يصبح الشوق إلى السلام أكثر إلحاحاً. ومع ذلك، لا يبدو السلام، الذي كان ذات يوم منارة أمل إلى جانب الحرية والسيادة والديمقراطية، قريباً، خصوصاً في ظلّ الصراعات التكنولوجية والاقتصادية والسياسية التي يعيشها عالمنا اليوم، والذي يبدو عالقاً في شبكة من الأفكار المثيرة للجدل والمطالب الاستقطابية.
يأتي معرض "بيئة السلام"، الذي يستضيفه "مركز الإبداع المعاصر" في مدينة قرطبة حتى الثلاثين من آذار/ مارس من العام المقبل، في محاولة لتأطير بيئة السلام عبر الفن، خارج ثنائية الحرب والسلام، آخذاً بعين الاعتبار العلاقات المتبادلة والانقطاعات والاستمراريات التي تظهر في لحظة جماعية لإعادة التفكير في العالم.
تشارك في المعرض مجموعة من الفنانين من أميركا وإسبانيا وبريطانيا وغانا ولبنان والبرازيل وغيرها، حيث يقترحون من خلال أعمالهم فكرة تنمية العلاقات السلمية عبر التفاعل العميق لبناء السلام مع العدالة التصالحية والانتقالية والبيئية.
ويطمح الفنانون، من خلال أعمالهم، إلى فصل السلام عن الحرب، أي ارتباطه التقليدي بالصراعات المسلّحة "الساخنة" بين الدول وداخلها، وتعريف الحرب كمجموعة من الممارسات العنيفة: القهر الاستعماري، والاحتلال، والفصل العنصري، وفرض القوّة العسكرية على الاحتجاجات المدنية، والعنف القائم على النوع الاجتماعي والممارسات الاستخراجية العنيفة التي تؤدّي في نهاية المطاف إلى إبادات بيئية.
يسعى المعرض إلى توفير فهم أعمق للعمل التحويلي للسلام، الذي لا يتضمّن إنهاء الحروب فحسب، بل يشمل أيضاً الاهتمام بالممارسات الاجتماعية والفردية التي تعالج وتصالح وتصلح الخسائر والإصابات والجروح التي تطارد مجتمعات ما بعد الصراع.
يأتي معرض "بيئة السلام" كجواب عن سلسلة من الأزمات العالمية المترابطة والمعقدة بشكل متزايد، حيث تثير إيكولوجيات السلام أسئلة قلقة حول المعايير والممارسات الأخلاقية والبيئية والاقتصادية والمفاهيمية والجمالية الفردية والجماعية المشاركة في وصف وإعادة تشكيل القدرة على الأداء البشري.
من الفنانين المشاركين بالمعرض، نذكر الفنان الغاني جون أكومفرح، والفنانان اللبنانيان لورانس أبو حمدان وأكرم الزعتري، والأميركي آلان سيكولا، والبرازيلي لوكاس أرّودا، والبريطانية فيونا باكر، إضافة إلى العديد غيرهم.