باسل عبّاس وروان أبو رحمة: حيث يذوب الوجود ويتلاشى البشر

22 اغسطس 2024
من العرض
+ الخط -
اظهر الملخص
- **الفنانان الفلسطينيان باسل عباس وروان أبو رحمة يقدمان عرضًا فنيًا في "متحف الملكة صوفيا" بمدريد، يدمج النص والصوت والفيلم والتركيب والأداء لسرد قصص الهوية والعنف والاستعمار والذاكرة.**
- **العرض يتناول العنف ضد "غير القانونيين" من خلال صور ليلية للجدار في غزة، وأفاتارات بشرية، ونصوص مقتبسة من إدوارد سعيد، ويخلق حالة شعورية مكثفة تعبر عن المطاردة والهشاشة والحدود.**
- **الصور والصوتيات في العرض تضيء العنف الاستعماري وتسلط الضوء على مظاهرات مسيرة العودة الكبرى، مما يعكس مقاومة الظلم والتحرر من الطغيان.**

تنهض الرؤية الفنيّة للثنائي الفنّي الفلسطيني باسل عبّاس وروان أبو رحمة على أساس التفكير العميق في الروايات التاريخية. وغالباً ما تتخذ هذه الروايات من الوضع السياسي والاجتماعي والثقافي في فلسطين نقطة انطلاقٍ لها. ضمن هذه الرؤية، تندمج وسائل فنية عديدة مثل النص والصوت والفيلم والتركيب والأداء من أجل هدف واحد لا غير: سرد القصص غير المعروفة والمهمّشة والتي تتناول موضوعات الهوية، والعنف، والاستعمار، والذاكرة. 

في عرضهما الذي يحمل عنوان "على تلك الحدود المرعبة التي يتداخل فيها وجود الناس واختفاؤهم ببعضه البعض"؛ المقام حالياً في قاعة البروتوكول بـ"متحف الملكة صوفيا" بمدريد، والذي يتواصل حتى الثلاثين من أيلول/ سبتمبر المقبل، ضمن سلسلة فعاليات بدأها المتحف في الخامس من أيار/ مايو الفائت، تضامناً مع الشعب الفلسطيني في حرب الإبادة الجماعية التي تشنها "إسرائيل" على غزّة منذ الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، يخلق الفنانان حالةً شعورية وذهنية مكثّفة لإيصال الصوت الذي يتراكب في طبقات ويجري تكراره، أو ربط الصوت بالمعنى والدلالة الصورية وغيرها من المجازات لإيصال المعنى الذي قد لا يُسمع، ولكنّه يترك أثره بالتأكيد.

هو عرض مدته إحدى عشرة دقيقة، يتمّ فيه تركيب ثلاثة عناصر بصرية لتشكّل طبقات من المعلومات والمعاني الضمنية: صورٌ ليلية للجدار الذي يمرُّ عبر قطاع غزة، وصورٌ رقمية لـ"أفاتارات" بشرية، ونصّ كتبه الفنانان وفيه اقتباسات من "أكثر أعمال إدوارد سعيد شاعرية وشخصية" على حدّ تعبيرهما. 

يضيء العنف الذي تعرّض له أولئك الذين يُعتبرون "غير قانونيين"

الخيط المشترك بين هذه الصور هو الصوت والصدى وما بينهما من انعكاسات وعيّنات صوتية، تعبّر عن المطاردة، والهشاشة، والحدود، والمستقبل، خصوصاً حين تتحوّل الصور الأصلية إلى نُدب وتشوهات وملامح غير مكتملة في وجه الشخصيات الحقيقة أو في وجوه "الأفاتار".

بين الصوت اللامرئي والصور اللامسموعة، يخلق الفنانان فضاءً يمكن الإحساس به وإعادة تمثيله في سياق مقاومة الظلم والتحرّر من أشكال الحدود والطغيان كلّها، لا سيّما تلك التي يفرضها من يستعمر الأراضي والأجساد، من يُهجّر ويمارس الإبادة. كلُّ جزئية من جزئيات هذا الفضاء تعكس ما يعنيه أن تكون إنساناً أو جسداً أو كياناً "غير قانوني". هنا يتحوّل الصوت المنبعث فجأة في شكل أغنية أو لحن يؤديها الفنانان إلى وسيلة لمنح جسد للنص، وآخر لمن سُلب جسده وأرضه.

تظهر في العرض أيضاً صور الجدار ومشاهد من مظاهرات مسيرة العودة الكبرى التي انطلقت في 30 آذار/ مارس 2018، للمطالبة بحق العودة لملايين اللاجئين الفلسطينيّين وإنهاء الحصار الإسرائيلي لغزة. تضيء هذه الصور، تماماً كما العرض، العنفَ الاستعماري الذي تعرّض له أولئك الذين يُعتبرون "غير قانونيين"، ويمكن التخلص منهم، وغير مرئيين، ليس في فلسطين فحسب، بل في السياقات السياسية والاجتماعية الأوسع، أعني في تلك الحدود المرعبة حيث يذوب الوجود ويتلاشى البشر. 

موقف
التحديثات الحية
المساهمون