انسحاباتٌ متتالية من "فرانكفورت للكتاب": منحازٌ للاحتلال

15 أكتوبر 2023
الشرطة الألمانية تقف بوجه تظاهرة في برلين داعمة للحق الفلسطيني، 20 أيار/ مايو 2023 (Getty)
+ الخط -

في خطوة متماهية مع الخطاب الصهيوني، أعلن "معرض فرانكفورت الدولي للكتاب"، أوّل أمس الجمعة، عن تأجيل حفل توزيع "جائزة LiBeraturpreis"، بحجّة أنّ الوقت غير مناسب، ومن ثمّ إلغاء التكريم الذي كان مقرَّراً للروائية الفلسطينية عدنية شبلي (1974)، عن روايتها "تفصيل ثانوي"، يوم الجمعة المُقبل.

ردّاً على هذه الخطوة الإلغائية التي تكشف عن مدى تناقض الدوائر الغربية في تعاطيها مع القضايا العربية، أعلن "اتحاد الناشرين العرب"، أمس، عن مقاطعته المعرض في دورته الخامسة والسبعين.

وأرجع بيان للاتحاد قراره إلى تأييد وتبنّي المعرض الألماني "العدوان الإسرائيلي الغاشم على الشعب الفلسطيني، وموقفه المنحاز وغير العادل تُجاه الأحداث المأساوية التي تشهدها المنطقة، دون النظر للمجازر الوحشية وفرض الحصار على قطاع غزة"، كما لفت البيان إلى أنّ إلغاءَ المعرض الألماني تكريمَ الروائية الفلسطينية "تعبيرٌ عن ازدواجية في المعايير".

وأدان البيان الاعتداء على المدنيّين الفلسطينيّين، مُؤكّداً دعمه حقّ الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال وإقامة دولته المستقلّة، مُضيفاً بأنّ قرار المعرض ينسف "العلاقات الاستثنائية" بينه وبين الناشرين العرب، ويزجّ بالثقافة في المجال السياسي.

وأعلن "اتحاد الناشرين المصريين" رفضه موقف إدارة "معرض فرانكفورت الدولي للكتاب" لدعمها ما يقوم به الكيان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، ومنع تكريم الكاتبة الفلسطينية عدنية شبلي، داعياً جميع دور النشر المصرية إلى عدم المشاركة فيه.

في السياق ذاته، ألغت "دار سعاد الصباح للثقافة والإبداع" مُشاركتها السنوية في المعرض، مُرجعةً ذلك إلى الموقف الذي اتخذه مديرُه يورغن بوس، و"دعمه الصريح للاعتداء الصهيوني على أهلنا في غزّة، حيث قرّر 'معرض فرانكفورت' تخصيص جانب من الفعاليات لدعم الأصوات اليهودية والإسرائيلية، واستضافة مُمثّلي الجالية اليهودية في ألمانيا، لتبرير الاعتداء الإسرائيلي في الوقت الذي أعلن فيه المعرض سحب جائزة الكاتبة الفلسطينية عدنية شبلي، وإلغاء تكريمها المقرّر سلفاً".

وأعربت الدار الكويتية، عبر حسابها على منصة "إكس"، عن أسفها لهذا "التوجّه الخطير الذي ينحو بالثقافة والجهد الثقافي نحو عمل غير إنساني يُعارض الهدف الأخلاقي الذي تسعى إليه الآداب الإنسانية". واستنكرت هذا "الموقف المُنحاز لمُحتلّ ومعتدٍ حوَّل غزة إلى مقبرة جماعية، وإلى سجن مفتوح لأكثر من مليونين ونصف من البشر الذين يستحقّون الحياة الكريمة".

بدورها أعلنت "هيئة الشارقة للكتاب" انسحابها من "معرض فرانكفورت الدولي للكتاب"، بسبب دعمه "إسرائيل"، وإلغاء التكريم الذي كان مُقرّراً لصاحبة "تفصيل ثانوي".

كما أعلن الروائي المصري شادي لويس بطرس عن انسحابه من المشاركة في المعرض، وكتَب على صفحته في "فيسبوك": "إيه معنى إنه الواحد يروح يتكلم عن الأدب والناس بتتقتل بالجملة! ومع موقف الحكومة الألمانية الصريح الداعم لجرائم الحرب في غزة، وتزويدها بالسلاح لقتل المزيد من المدنيين والعزل والأطفال، وانتهاجها لسياسة العقاب الجماعي بتجميدها للمعونات للفلسطينيين، أصبحت مبررات عدم المشاركة دامغة. ثم جاء إعلان المعرض عن إلغاء تسليم جائزة عدنية شلبي يعني كآخر قشة، ودليل نهائي على تواطؤ المعرض وموقفه الاستعماري والعنصري بل ومشاركته المباشرة في إخراس أصوات الفلسطينيين".

وكذلك ألغى الكاتب الجزائري سعيد خطيبي مشاركته في التظاهُرة، موضّحاً عبر حسابه على فيسبوك أنه كان يُفترض أن يُشارك في ندوتين، "لكن إزاء الموقف السياسي الذي أعلنه 'معرض فرانكفورت'، بالانحياز إلى طرف ضدّ الآخر، أمام ما يحصل من مأساة في غزّة.. وإزاء، أيضاً، الظّلم الذي تتعرّض له الكاتبة الفلسطينية عدنية شبلي.. قرّرت إلغاء مشاركتي في 'معرض فرانكفورت' هذا العام". 

المساهمون