"اليوم العالمي للغة العربية".. من الرباط إلى بيروت

16 ديسمبر 2022
أطفال في غزّة أمام جدارية بالخطّ العربي، 17 كانون الأوّل/ ديسمبر 2021 (Getty)
+ الخط -

في عام 1973، أقرّت الجمعية العامة للأمم المتّحدة قراراً يقضي باعتماد اللغة العربية كواحدة من اللّغات الرسمية للعمل في الأمم المتّحدة، وصادف تاريخ الإقرار يوم الثامن عشر من كانون الأول/ ديسمبر، وهو الموعد الذي اعتُبر منذ عام 2012 يوماً سنوياً للاحتفاء باللغة العربية، وقد دأبت مراكز ثقافية في بلدان عربية وكذلك أجنبية على تأكيد حضورها من خلاله.

عند السادسة من مساء اليوم (بتوقيت الرباط)، تحتضن "دار الشعر" بمراكش فعالية تحملُ عنوان "ندوات الشعر والكاليغرافيا"، ويساهم فيها كلّ من: الباحث محمد البندوري الذي يقرأ في تجارب مغربية حداثية قاطعت ما بين الشعر والخط العربي، والباحث أحمد زنيبر الذي يرصد المحدّدات النظرية العامة لموقع الكاليغرافيا من الشعر، فيما تستدعي الباحثة آمال عباسي إصدارات شعرية بين 1977 و1985 اشتغلت وفق هذه الترسيمة الحوارية بين الفنَّين، في حين تُعقد ورشة شعرية موجّهة للشباب عند العاشرة من صباح غدٍ.

أمّا في الجزائر، فيقيم "مركز جيل" عند الثامنة من مساء بعد غد الأحد، ندوة افتراضية عبر "زووم"، ويبثّها حساب المركز على فيسبوك، وتنقسم إلى أربعة محاور: "واقع اللغة العربية"، و"اللغة العربية والرقمنة"، و"اللغة العربية والأبعاد القومية"، و"اللغة العربية والتنمية". يساهم في الندوة باحثون من بلدان عربية مختلفة، هم: مصطفى بوعناني، وآمنة بلعلى، وماجد قائد قاسم، وسليمة لوكام، واليامين بن تومي، ومحمد عبد العظيم، وجيهان علي الدمرداش، عماد غنوم، وطاطة بن قرماز.

وفي تونس، أصدرت مجموعة من المثقّفين التونسيّين بياناً أكدوا فيه على أهمّية العربية في المجتمع والموسّسات الحكومية، وأوكلوا مسؤولية الحفاظ عليها لجملة من الخطوات التمكينية التي يجبُ اتخاذها، وممّا جاء في البيان: "العربيّة لغتنا الوطنية والقومية الجامعة، ووعاء تراثنا وحصن هويّتنا ووسيلة تواصلنا مع محيطنا المغاربيّ والعربيّ"، و"نشدّد على أنّ اللغة العربية هي لغة الأصالة والحداثة، ونُقرّ تشبّثنا بدستور البلاد الذي يُلزم الدولة بالعمل 'على ترسيخ اللّغة العربيّة ودعمها وتعميم استخدامها'".

ومثلُ هذا البيان صدر عن "نادي القلم" في بيروت، بيان أشار إلى حالة "الاغتراب" التي تعيشها الأجيال الجديدة مع اللغة العربية، منبّهاً إلى الممارسات التي تساهم في سجن اللغة ضمن قوالب سياسية واجتماعية ودينية، تُفقد العربية حيويّتها وتسلبها حرّيتها.

وتحتفل المكتبات العامّة لبلدية بيروت بأسبوع اللّغة العربية، من خلال سلسلة من النشاطات بدأتها السبت الماضي من خلال ندوة حول "النهوض باللغة العربية في مدارسنا"، في حين تُقام عند الحادية عشرة من صباح غدٍ السبت في "مكتبة البشورة" مسابقة الإملاء بالتعاون مع "نادي القلم"، وكذلك محترف كتابة باللغة العربية حول "التجربة الأولى" بإدارة علي صبّاغ عند الثالثة مساءً.

أمّا في مصر، واحتفاءً بيوم اللغة أيضاً، أطلقت "مكتبة الإسكندرية"، يوم أمس الخميس، موقعاً إلكترونياً بعنوان "بيبليوغرافيا النقوش العربية والإسلامية"، ويهدف الموقع إلى التعريف بالإنتاج العِلمي للباحثين في مجال النقوش العربية والإسلامية وتسهيل عمل الباحثين من أجل الوصول لمحتوى تلك الدراسات، في حين يُقيم "المركز القومي للترجمة" في القاهرة معرضاً مُخفّضاً لإصداراته يستمرّ حتى الثاني والعشرين من هذا الشهر.

وللبلدان التي فيها حضور كبير للجاليات العربية، أو على احتكاك قويّ بثقافات البلاد العربية، نصيبٌ من هذه الأنشطة، حيثُ يقيم قسم اللغات الآسيوية والأفريقية في "جامعة فينيسيا" بإيطاليا، مجموعة من الأنشطة عند الرابعة (بتوقيت روما)، وتتضمّن قراءات شعرية، وأغاني عربية ونصوصاً مسرحية، إلى جانب تسليط الضوء على المطبخ العربي أيضاً.

كما انطلقت في "معهد العالم العربي بباريس"، فعاليات مختلفة منذ الثلاثاء الماضي، وتُستكمل بأُخرى غداً وبعد غدٍ، ومنها: حفل غنائي وقراءات شعرية للفنّانتين السورية لين أديب وحلا عُمران بعنوان "القينة: غنّي كي يهطل المطر" (السابعة مساء غد)، إلى جانب نشاطات تعليمية خاصة بمتعلّمي اللّغة. 

المساهمون