الهاوية التي لا تريد الدولة أن تُصلحها

13 اغسطس 2024
منى حاطوم/ فلسطين
+ الخط -
اظهر الملخص
- النص يعبر عن معاناة الشعوب المحلية التي تعاني من الظلم والاضطهاد، ويصف كيف أن الهزيمة تتغلغل في حياتهم اليومية وتصبح جزءًا من وجودهم.
- يتناول النص أيضًا فكرة الهوية والانتماء، وكيف أن الأمم العالمية تتجاهل حقوق الشعوب المحلية وتتركهم يعانون وحدهم.
- الشاعر السوري يعبر عن هذه الأفكار من خلال صور شعرية قوية ومؤثرة، ويبرز التناقض بين الحياة اليومية والهزيمة العميقة التي يشعر بها.

1
يموتون/ في أرضهم
أهلُها/ ومقبرتُهم 


2
رؤوسنا المبتورةُ تطير في السماء ذاتها
التي تنظرون إليها
رؤوسنا المبتورةُ في السماء ذاتها
التي تنامون تحتها


3
أيتها الأمم العالمية
نحن "المحليّون"
أصحابُ اللغاتِ التي تصنع التنوّع في المحافل
لقد جئنا ومعنا سنابلُ القمحِ
وسلالُ البيضِ
ونصوصُ الأرباب
لقد جئنا
مهووسين بالسماء
جئناكم مهووسين بحقوقنا
بدمائنا الداكنة
جئناكم كي تقتلونا
لأنّنا لا نستحق هذا الهواء.

أيتها الأممُ العالمية..
كيف نغسِل القَصَاص؟
ثيابُ أطفالِنا المدفونة في الأرض
اتسختْ بالطّين
فكيفَ نفتحُ للشمس السماءَ كي تُجفّف
البكاء

أيتها الأممُ العالمية
أنا من أرضٍ حلوةْ
وأرضُكم حلوةْ
فلِمَ إذن عليّ أن أشربَ المرارَ وحدِي؟

أيتها الأممُ العالمية
صديقي في العمل، صارَ يتيماً بدونِ عائلة
وبلادي أصبحت رمادْ
قولوا لي كيف هناك تفهمونَ معنى البلاد


4
الهزيمةُ
أنيابُها حادّة
أقسى من المطارق..
ألمعُ من زجاج الناطحات

الهزيمةُ؛
قمصانُنا المرتّبة/ أصواتنا العادية
أكلُنا اليومي/ عودتُنا للنوم في المساء
الهزيمةُ في عملنا كلَّ صباح
في حكينا مع ذاتنا
في كلّ حركةٍ يتلفّظُها جسمُنا المُباح
الهزيمة عيشُنا
الهزيمة أقسى من الحرب ذاتها.

إنّها الهاوية..
التي نقفُ أمامَها ونتجاوزُها كلّ يوم
الهاويةُ التي نغطّيها بشراشفِ جدّاتنا
الهاويةُ التي نضعُ عليها أباريقَ الشايِ في الليل 
الهاوية التي نرمي فيها الشتائم

الهزيمةُ الهاويةُ
التي كنَسنَا إليها فُتات خبزِ البلادِ المتعفّن
الهاويةُ التي تَصدرُ عنها أصواتُ أمهاتنا العالقةُ في الهواتف
الهاويةُ التي تنبثق منها المنافي للضوء
الهاويةُ التي تصنعُ الأجيالَ الصامتة
والأجسادَ الجاهزة للهلاك

الهاويةُ التي نضعُ أمامَها أراگيلَ غضبِنا
الهاويةُ التي تحمل تلفازنا الخدِر
الهاويةُ التي نطلبُ منها وجباتنا السريعة المقاطِعة

الهاويةُ التي نلبسُها في الجِنس
الهاوية التي يهدّئ عمقُها من رَوْعنا
الهاويةُ التي لا تريدُ الدولةُ أن تصلحَها في شوارعِنا الرئيسية
والتي تعوّدنَا أن نَمرّ قربَها دونَ أن نقع.


بطاقة
شاعر سوري من مواليد دمشق عام 1992. صدرت له مجموعة شعرية بعنوان "إنتروبيّة شعريّة" (2019)، كما شارك في مجموعة قصصية صدرت في ماليزيا عام 2020 بعنوان "The lockdown Chronicles". حاز جائزة أفضل شاعر مُهاجر في كوالالمبور عام 2017. مهتم بقضايا تعذّر الترجمة في الأدب، وبالمساحات التي يتقاطع فيها الأدب مع العلم والفلسفة.

نصوص
التحديثات الحية
المساهمون