لا تتوفّر الكثيرُ من الصُّوَر الفوتوغرافية للعديد من الشخصيات الثقافية الجزائرية عبر الإنترنت، وبعضها لا يمتلك صوراً أساساً. وهو أمرٌ يقف عنده، خصوصاً، الصحافيون المشتغلون في الأقسام الثقافية، والذين كثيراً ما يضطرّون إلى خيارات بديلة، مثل الرسم، عند رغبتهم في الكتابة عن شخصية ثقافية ما.
ينطبقُ ذلك، إلى حدُّ ما، على مطرب الشعبي الهاشمي قروابي (1938 - 2006). وإنْ كانت حالُه أفضل مِن كثير غيرهُ؛ إذ يُمكن العثور على بعضٍ من صوره القديمة والحديثة موزّعةً بين عدد من المواقع على الإنترنت. غير أنَّها، في الغالب، صورٌ صغيرة أو بجودة منخفضة.
في "قصر الثقافة" بالجزائر العاصمة، أتاحت "جمعية الهاشمي قروابي" للجمهور الاطلاع على مجموعة من صوَر الفنّان الجزائري تزامُنا مع الذكرى الخامسة عشرة لرحيله، والتي تصادف اليوم، من خلال معرض فوتوغرافي انطلق الاثنين الماضي ويُختَتم اليوم السبت.
يضمّ المعرض قرابة ثلاثين صورةً تُوثّق مسيرة القروابي منذ طفولته وحتى بروزه في الساحة الفنية الجزائرية، من بينها صوَرٌ لحفلاته وأسطواناته التي قدّمها في بداياته. كما يتضمّن أسطوانات لعدد من روّاد موسيقى الشعبي في الجزائر؛ أمثال امحمّد العنقى، وبوجمعة العنقيس، ومصطفى سكندراني، ودحمان بن عاشور.
وُلد قروابي في حيّ المدنية بالجزائر العاصمة، والتحق بالأوبرا وهو في الخامسة عشرة من عمره. وبعد الاستقلال، برز بمجموعة من أغانيه التي أعادت الوهج للأغنية الشعبية في وقت كان التوجُّه العام في الجزائر ميّالاً إلى الموسيقى الشرقية والروك أند رول. ومن بين أبرز أغانيه: "البارح"، و"الورقة"، و"الماضي"، وألو ألو".
تبدو مثل هذه المعارض مفيدةً في إطلاع الجمهور على صُوَر غير متاحة في أيّ مكان آخر. لكنّ تلك الفائدة تبقى محدودة، بالنظر إلى اقتصارها على الزوّار. لعلّ ذلك يدفع إلى التفكير في رقمنة الصُّوَر التي توثّق التاريخ الثقافي في الجزائر، وهو عملٌ ينبغي أن تضطلع به مؤسّسة رسمية، كوزارة الثقافة، بالتعاوُن مع الجمعيات والمؤسّسات الثقافية، وكثيرٌ منها يملك رصيداً كبيراً من الصُّوَر التي لم تُنشَر من قبل.