"المهرجان الوطني للمسرح المحترف".. مستمرٌّ بما توفَّر

23 ديسمبر 2022
من عروض الدورة السابقة
+ الخط -

لا يتحدّث القائمون على "المهرجان الوطني للمسرح المحترف"، صراحةً، عن الصعوبات التي تُواجهها التظاهرة. لكنّ تذبذُبَ مواعيد تنظيمها في السنوات الأخيرة يُشير إلى وجود مشكلاتٍ عديدة، أبرزُها انخفاض التمويل الذي تقدّمه وزارة الثقافة؛ وهي مُشكلةٌ تُهدِّد بأنْ تلقى التظاهُرة المسرحية الأبرز في الجزائر المصير نفسَه الذي عرفَته مهرجانات ثقافية أُخرى جرى توقيفُها، لأسباب مالية في الغالب.

انطلق المهرجان عام 1985، وأُقيمت أربع دوراتٍ منه في مُدن الجزائر ووهران وعنّابة وباتنة، قبل أن يتوقّف عام 1989. مع عودة الحياة إلى طبيعتها في مطلع الألفية الجديدة (بعد أزمة أمنية استمرّت قرابة عقدٍ كامل)، عاد المهرجان مُجدَّداً عام 2006، في فترة مدير "المسرح الوطني الجزائري" الراحل امْحمَّد بن قطّاف (1939 - 2014) ووزيرة الثقافة السابقة خليدة تومي؛ وهي مرحلةٌ بات يُنظَر إليها اليوم بوصفها فترةً ذهبية للثقافة الجزائرية، بالمقارنة مع ما سيأتي بعدها.

أُخذ على المنظّمين، حينها، تجاهُل الدورات الأربع السابقة؛ إذ اعتُبرت دورةُ 2006 الأُولى. لكنّهم، في المقابل، نجحوا في إقامة المهرجان بشكل منتظم وفي موعدٍ مُحدَّد (بين أيّار/ مايو وحزيران/ يونيو من كلّ عام). استمرَّ المهرجان بلا انقطاع حتى عام 2017؛ حيث أُقيمت 12 دورة متتالية، قبل أنْ تبدأ سلسلة الانقطاعات والتغييرات التي طاولت توقيته، حتى لم يعُد ثمّة موعدٌ قارّ لتنظيمه.

نُظّمت الدورة الرابعة عشرة في آذار/ مارس من العام الماضي، بينما تأخَّرت الدورة الخامسة عشرة إلى نهاية السنة الحالية؛ حيث تنطلق اليوم الجمعة وتستمرّ حتى الأوّل من كانون الثاني/ يناير المقبل.

يشهد سلسلة من الانقطاعات والتغييرات في توقيته منذ 2018

يُشارك في المسابقة الرسمية للدورة الجديدة 13 عملاً مسرحياً تُعرض في "قاعة مصطفى كاتب" بـ"المسرح الوطني الجزائري"؛ وهي: "الفلوكة" لـ"جمعية الصرخة" في سكيكدة، و"موت الذات الثالثة" لمسرح العلْمة، و"نساء كازانوفا" لمسرح بجاية، و"غصّة عبور" لمسرح باتنة، و"روزة حنيني" لمسرح تيزي وزّو، و"صيف أفريقي" لمسرح قسنطينة، و"شجرة الموز" لمسرح سكيكدة، و"موعد كون" لمسرح سيدي بلعبّاس، و"حلم غير مثقوب" لـ"جمعية الأقواس" من المديّة، و"العازب" لمسرح وهران، و"ميكانيزما" لـ"جمعية نشاطات المستقبل" من معسكر، و"التافهون" لمسرح عنابة.

تتنافس هذه الأعمال على ثماني جوائز (النصّ، والإخراج، والأداء الرجالي، والأداء النسائي، والسينوغرافيا والموسيقى، إضافةً إلى جائزة أفضل عمل مسرحي متكامل وجائزة لجنةِ التحكيم). وتضمُّ لجنةُ التحكيم، التي يترأّسها عبد الكريم بن عيسى، كلّاً من: محمد فريمهدي، ولحسن شيبة، والطيّب دهيمي، ونوال بن عيسى، وسالي بن ناصر، وعديلة سوالم.

أمّا خارج المسابقة، فتُشارك 17 مسرحيةً تتوزّع عروضُها بين "قاعة الحاج عمر" في "المسرح الوطني" (عروض المونودراما) وقاعة "مسرح الجزائر الوسطى" و"قاعة ابن خلدون"، إضافةً إلى عددٍ من عروض مسرح الشارع التي تُقام في "ساحة محمد التُّوري" قرب المسرح.

تُكرّم الدورةُ الفنّانَ عبد الرحمن بسطنجي، المعروف باسم طه العامري (1927)؛ أحدِ أعضاء "الفرقة الفنّية لجبهة التحرير الوطني"، التي تأسّست في آذار/ مارس 1958 في تونس العاصمة، في محاولة للاستفادة من الأشكال الثقافية والفنية في التعريف بعدالة القضية الجزائرية، من خلال المشاركة في المهرجانات والتظاهُرات الثقافية الدولية. وقد كانت للفرقةِ جولاتٌ في بلدان مختلفة من العالَم بين سنتَي 1958 و1962.

من بين الأعمال التي قدّمتها الفرقةُ عرضٌ مسرحي بعنوان "نحو النور" (1958)؛ وهو العرضُ الذي سيُعاد تقديمه خلال افتتاح الدورة الخامسة عشرة (عند الخامسة من مساء اليوم الجمعة)، برؤية فنّية جديدة، من تصميم رياض بروالي.

وتُقام، على هامش المهرجان، ورشاتٌ في مجالات المسرح الإذاعي، والنقد المسرحي، والتربية الصوتية، وموسيقى المسرح، والحكواتي، إلى جانب ندوات فكرية وأدبية وجلسات توقيع ومبيع كتب.

المساهمون