"الملتقى الدولي للعلاج بالفن": الصدمة والإبداع

03 يوليو 2023
(رباط المنستير، تصوير: دانيتا ديليمون)
+ الخط -

تعود المحاولات الأولى للعلاج النفسي عبر الفنون التشكيلية إلى القرن الثامن عشر، لم ينل اهتماماً جدياً من قبل الأخصائيين النفسيين قبل بداية القرن الماضي، مع اختلاف في تقييم أثره لم ينته حتى اليوم، حيث تمكن العديد من الأشخاص من التعبير عن تلك الأفكار والعواطف والتجارب التي قد يصعب التحدث عنها، لكن ذلك لا يمكن تطبيقه على جميع الناس.

كما أنه لم يتشكّل مجلس دولي لاختيار المعالجين بالفن إلا عام 1993، والمعروف اختصاراً بـ(ATCB)، مع وضع معايير أخلاقية وأخرى متعلقة بمؤهلاتهم ومستواهم العلمي، وتركّز الدراسات على آثار ملموسة تتصل بتحسن التواصل مع المرضى والتقليل من مشاعر القلق والعزالة ورفع الوعي بالذات.

للسنة الثانية على التوالي، تطلق "جمعية طب ثقافة فن" في مدينة المنستير (160 كلم جنوب تونس العاصمة)، فعاليات "الملتقى الدولي للعلاج بالفن" عند الثانية من بعد ظهر الجمعة المقبل، والتي تتواصل حتى التاسع من الشهر الجاري.

"الصدمة" هي موضوع الدورة الثانية من الملتقى الذي ينظّم بالتعاون مع كلية الطب بالمدينة، بمشاركة متخصّصيين من كندا ولبنان والجزائر والسودان ومصر والسعودية، بالإضافة إلى تونس.

يضيء جانباً من المداخلات البسيكودراما، وهو علاج نفسي يجمع بين الدراما وعلم النفس

ويشتمل اليوم الأوّل على ستّ مداخلات، هي: "الصدمة النفسية ومخلّفاتها" للطبيبة النفسانية التونسية ليلى القصاب، و"الصدمة والإبداع الأدبي" مع أستاذة اللغة والأدب والباحثة التونسية هادية عبد الكافي، و"الصدمة والقدرة على التأقلم" مع الباحث التونسي معز سفطة.

إلى جانب مداخلة "الصدمة في الصورة الفنية: الرهانات والحدود" التي يقدّمها الناقد التونسي طه الليل، و"إصابات الوجه وتداعياتها النفسية" التي يلقيها الباحث التونسي علي الورتاني، و"مقارنات بين الصدمات عند العرب والصدمات عند الغرب في الفنون" التي يقدّمها الباحث التونسي يوسف الصديق.

أما السبت، فيتضمّن مداخلات "الصدمة الاجتماعية والعلاج بالفن نحو تحقيق الاستشفاء المجتمعي" للباحثة الجزائرية نجاح بو الهوشات، و"فاعلية السيكو دراما في علاج النوبات الارتدادية لاضطراب ما بعد الصدمة" للباحثة التونسية إيمان الزيات، و"الصدمة غير المباشرة: الاستجابة من خلال الفن في خدمة المتدخلين" للمعالج بالفن الكندي بيار بلانت. وتعقد محاضرة للمعالجة الفرنسية ميا هيبار دليلاً لعمليات حول علاج الصدمات ذات الطابع الجنسي وفق سلسلة العلاجات التعبيرية.

وتُخصص مداخلتان، الأولى للروائي التونسي كمال بن وناس حول الصدمة التي تحفز الإبداع والسينما التونسية كمثال لذلك، والسينمائي الفلسطيني عز الدّين شلح حول دور السينما في معالجة آثار الصدمة.

وفي مساء اليوم ذاته، تقدّم الباحثة التونسية منال محمود عليوه مداخلة  "دور العلاج بالفن في احتواء الصدمة النفسية"، وتعقبها مداخلة "العلاج بالدراما والصدمات" للمخرجة السينمائية اللبنانية والمختصة في البسيكودراما زينة الدكاش، ثم "الموسيقى كاتجاه حديث لتحقيق الطمأنينة النفسية" للباحثة التونسية غادة عبد الرحيم، و"العلاج بالفن كمشروع عمل اجتماعي ردا على الصدمات الجماعية" مع الباحثة الفرنسية ماريا بيا مالو، و"الفن التعبيري وعلاج الصدمة للبالغين" للباحث التونسي علاء شاكر محمود، و"علاج الصدمات بالفن الدرامي" مع أستاذ الطب التونسي والباحث التونسي أنور جراية.
ويُختتم المهرجان بورشات تكوينية في البسيكودراما، والسينما، والموسيقى، والإيقاع، والفن التشكيلي، و"تتمحور أبرز مستجدات هذه الدورة حول إضافة البسيكودراما، وهو علاج نفسي يجمع بين الدراما وعلم النفس، والعلاج بالسينما"، بحسب بيان المنظّمين، الذي يشير إلى أن جميع المداخلات العلمية ستصدر في كتاب.
 

المساهمون