اختار "المركز العربي البريطاني" في لندن المقاومة محوراً لسلسلة ورشات تدريبية انطلقت في الخامس من الشهر الماضي وتستمر حتى الثاني والعشرين من الشهر المقبل، بهدف إضاءة تمثّلاتها في السياق الثقافي العربي منذ القرن التاسع عشر وصولاً إلى اليوم.
الورشات التي تحمل عنوان "تصميم المعارضة: الإبداع والمقاومة العربية"، وتشرف عليها الفنانة والباحثة المصرية بهية شهاب، "تستكشف التقاطع بين التصميم والمقاومة في العالم العربي، من خلال البحث في التاريخ الغني والفروق الثقافية الدقيقة والسياقات الاجتماعية والسياسية التي أثّرت على ممارسات التصميم وحركات المقاومة في المنطقة"، بحسب بيان المنظّمين.
كما تستعرض جملة موضوعات أساسية حيث تتبع تطور التصميم والمقاومة في العالم العربي، وتدرس الأحداث والحركات التاريخية الرئيسية التي شكّلت التعبير الإبداعي واستراتيجيات المقاومة، كما تسعى إلى استيعاب تأثير الهوية الثقافية واللغة والتراث على خيارات التصميم والمساهمة في لغة المقاومة البصرية، ورصد اتجاهات وحركات التصميم الحالية في العالم العربي، مع التركيز على كيفية عكسها أو تحدّيها للمعايير الاجتماعية والسياسية السائدة، وتحليل حالات محدّدة لمشاريع التصميم وحركات المقاومة.
تضيء الورشات تجربة "دار الفتى العربي" التي تأسّست عام 1974 وسعت إلى حفظ التراث الفلسطيني
وتحمل الجلسة السادسة التي تُعقد الاثنين المقبل عنوان "التصميم من أجل التغيير الاجتماعي" حيث تناقش نماذج لأعمال فنانين ومصمّمين عرب يوظّفون الفن لنقل الجوانب الاجتماعية والسياسية، بينما تبيّن الجلسة السابعة في الثامن عشر من الشهر الجاري كيف تم استخدام الكاريكاتير تاريخياً للسخرية من السلطة، وكيف أسكتت الأنظمة الفنانين الذين يعارضونها، بالعودة إلى مجلّة "أبو نضارة الساخرة" التي تأسّست عام 1877 في مصر وحتى رسومات الفنان الفلسطيني الشهيد ناجي العلي (1936-1987).
وتُخصص الجلسة العاشرة التي تنظّم في الثامن من الشهر المُقبل لدراسة مقاومة الأرشفة من خلال البحث في أرشيف الملصقات الفلسطينية كأداة أساسية في دراسة وفهم تاريخ تصميم المقاومة في فلسطين والعالم العربي، وحضورها في الثقافة العربية.
وتناقش بقية الجلسات موضوعات مثل: كيفية تناول الخطاطين ومصممي الخطوط العرب الأحداث السياسية والاجتماعية المعاصرة في أعمالهم، وتشكّل الأناشيد الوطنية وتصميم الأعلام في سياق استقلال الدول العربية عن الاستعمار.
إلى جانب ورشة مخصّصة لدور النشر التي اخترقت الرقابة في مطبوعاتها ومنشوراتها ومنها "دار الفتى العربي" التي تأسّست في بيروت عام 1974 وسعت إلى حفظ التراث الفلسطيني والعربي، وأصدرت أعمالاً لكتّاب وفنانين عرب مثل: زكريا تامر، وصنع الله إبراهيم، ومحجوب عمر، ومحيي الدين اللباد، ويوسف عبدلكي، ونذير نبعة وآخرين.