"المستشفى، المُعتقل والمطار" لبتول فاعور.. تحت وطأة احتلالات مُتَتالية

23 سبتمبر 2023
صُورٌ تشتبك فيها أبعادُ الذاكرة الجَمعِيّة (من الشريط)
+ الخط -

قُبيل نهاية الحرب العالمية الثانية، قامت القوّات الاستعمارية الفرنسية والبريطانية بتحصين سهل الخِيام - مرجعيون والقرى المُحيطة به جنوبي لبنان، من خلال وضع مُخطّط عسكري شامل. وفي قلب هذا المُخطّط كانت هناك ثلاثةُ مبانٍ: ملجأ لمستشفى، وقاعدة جوّية، وثكنة عسكرية. وبعد انتهاء الحرب خضعت هذه الأماكن لتغيُّرات مختلفة، لم تكن في جوهرها بعيدة عن أُطر العنف الاحتلالي للمكان.

ضمن سياق البحث في هذه المُتغيّرات، مع التركيز على أبعادها الاحتلالية، افتُتح، مساء الأربعاء الماضي، في "مركز مينا للصورة" ببيروت معرضٌ بعنوان "المستشفى، المُعتقل والمطار" للفنّانة البصَرية اللبنانية بتول فاعور، ويتواصل حتى الخامس والعشرين من تشرين الأول/ أكتوبر المقبل.

تُوَلّف فاعور في عملها بين تقنيات الفيديو المدعوم بِصُور فوتوغرافية، وبين الوثائق الأرشيفية والرُسوم المعمارية، في محاولة منها لتُضيء حقائق جيوسياسية أثّرت بعُنف على حياة الناس جنوبي لُبنان، كما تستكشف كيفية تجسيد الهندسة المعمارية والمناظر الطبيعية لهذه السياسات.

من الموقع - القسم الثقافي
سياسات استعمارية تجسّدت في خُطط الهندسة المعمارية (الغلاف)

كذلك تقرأ الفنانة من خلال عملها علاقةَ هذه المواقع بالأرض، وببعضها البعض، وبالحدود التي تتوسّطُها، ليبقى الرابط الكبير بينها متجسّداً في الذكريات والتفاصيل اليومية لمَن سكنها لاحقاً بعد تحرير المنطقة، حيث يُعيد العرض تقديمَ صُورة للذاكرة الجَماعية عن منطقة سهل الخيام - مرجعيون اللبنانية، راصداً التغيُّرات الطارئة بفعل دورات الاحتلال والتهجير بين أجيال عديدة.

أمّا الصُّور الفوتوغرافية المُستخدَمة فتشتبك فيها أبعادُ ذاكرة أهل المنطقة الجَمعِيّة، بقدر ما تستكشف تجارب الذين جاؤوا ليسكنوا هذه المواقع بأشكال تجاوزت وظيفتها الأصلية.

بتول فاعور باحثة معمارية وكاتبة وصانعة أفلام، تُركّز أعمالُها على تقاطُعات السياسة وتاريخ المكان ووسائط الإعلام، وعلى موضوعات الاستعمار، والهجرة، والعنف الحكومي والاحتلالي، والبنى التحتية وأنظمة القوّة الأُخرى.

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون