اللوزياد.. نشيد للخريف الإمبراطوري

22 يناير 2022
تمثال لـ لويش دي كامويش في لشبونة
+ الخط -

يقال إن لكلّ أمة نصّها التأسيسي الذي يختزن هويّتها ويحتوي ماضيها وأفق تطوّرها في آن. في البرتغال، تأخذ قصيدة "اللوزياد" للشاعر لويش دي كامويش (القرن السادس عشر) هذا الموقع. 

صدرت حديثاً الترجمة العربية لهذه الملحمة عن دار "مكتبة ليلّو" (Livraria Lello) البرتغالية. ترجمة أنجزها عبد الجليل العربي، وقد جرى تقديمها منذ أيّام، ضمن احتفالات المكتبة التي تقع في مدينة بورتو بذكرى تأسيسها السادسة عشرة بعد المئة.

قدّم النصَّ الناقد البرتغالي إدواردو لورنسو، والذي أشلر إلى أن كامويش كتب قصيدته بعد عودته من الشرق، حيث قضى سبعة عشر عاماً جعل منها مادة معرفية لملحمته. يقول لورنسو: "نحن في عام 1572، في الفترة التي بدأت فيها علامات النضوب وحتى الانحطاط تظهر على الإمبراطورية التي أسسها البرتغاليون في الهند بداية القرن السادس عشر. كامويش كان قد عايش ضوء ذلك الغروب".

يضيف: "تعكس قصيدته ملامح ذلك الخريف الإمبراطوري الذي برز ليكون معاكساً تماماً لماض رائع لم ينطفئ بعد بصفة نهائية. لقد دفعه القدر لاستعادة ذلك الماضي وجمع مآثره عندما كان ذلك ممكناً، والتغني بآخر مظاهر تلك الإمبراطورية المذهلة ـ الأولى في الغرب ـ التي أسّسها شعب أوروبي صغير، واستمرت لفترة تفوق القرن على بعد آلاف الفراسخ من سواحل المحيط الأطلسي".

تذكر القصيدة مآثر البرتغاليين البحرية، ومن ورائها حضورهم العسكري والتجاري في المحيط الهندي، لكن أبرز ما يميّزها هو وعي كامويش بالهوة الكبيرة الفاصلة بين طموح الحملة البرتغالية وعظمتها وهشاشة الإمبراطورية الصغيرة.

يقول لورنسو: "في الواقع، إن اللوزياد هي ملحمة فريدة. بالنسبة إلى البرتغاليين فقط ـ خاصة منذ أصبحت القصيدة صورتهم السامية ـ لم يكن سبباً للدهشة وعي كامويش بذلك اللاتناسب الموجود بين وسائل المغامرة ونتائجها". لعلّ في ذلك سبب لتأخّر وصولها إلى العربية كل هذه القرون.

نصوص
التحديثات الحية
المساهمون