الكردية في اليوم العالمي للّغات الأم: من التهميش إلى النهوض

22 فبراير 2022
معلّمة لغة كردية تقدّم درساً لبثّه على الإنترنت، القامشلي، نيسان/ أبريل 2020 (Getty)
+ الخط -

بمناسبة اليوم العالمي للّغة الأم، الذي تحتفي به منظّمة "يونيسكو" في 21 شباط/ فبراير من كلّ عام منذ 2000، شهدت مدينة القامشلي السورية عدداً من الفعاليات الثقافية والندوات التي نظّمها "اتّحاد كتّاب كردستان سورية" و"اتّحاد نساء كردستان سورية"، أمس الإثنين، إحياءً للمناسبة وتذكيراً بالتهميش الذي تعرّضت له اللغة الكردية على يد النظام السوري طيلة عقود. وحضر الاحتفالية فنّانون ولغويّون وشخصيات ثقافية مستقلّة من عموم مناطق شمال شرق سورية، إضافة إلى سياسيين من أحزاب كردية.

وفي حديث إلى "العربي الجديد"، قالت آريا جمعة، مسؤولة "اتّحاد نساء كردستان"، إن المشاركة الكردية السورية في الاحتفاء باليوم العالمي للغة الأم هدفها التنبيه على ضرورة الحفاظ على اللغة الكردية والعمل على زيادة الاهتمام بها، مثل وضع كتب قواعد وقواميس تجمع وتوحّد مختلف اللهجات الكردية، من سورية إلى العراق وتركيا وإيران.   

بدوره قال الباحث فريد سعدون لـ"العربي الجديد": "اللغة هي الوعاء الحيويّ لأيّ شعب من الشعوب، فهي تحتوي على عاداته وتقاليده وأعرافه وشؤونه الإنسانية والعاطفية، وهي مسألة جوهرية للشعوب. وقد أدركت الدول التي تحاول السيطرة والهيمنة على الشعوب الأخرى ذلك، فإذا استطاعت كسْر هذا المفصل استطاعت أن تقضي على تلك الشعوب". وأضاف: "40 بالمائة من اللغات حول العالم تقع تحت سيطرة الدول العظمى، أو الدول الكبرى التي من مصلحتها أن تفرض لغتها هي، إن كان في الاقتصاد أو السياسية أو حتى في الحياة الاجتماعية. والكردية من بين تلك اللغات. ومن هنا جاءت دعوة يونيسكو لتحديد مناسبة سنوية خاصّة باللغات الأصلية للشعوب التي تجد نفسها مهدّدة بالهيمنة والخضوع وحتى الاندثار".

وأشار سعدون إلى أن هذا اليوم "يُعتبر يوماً رمزياً بالنسبة إلى الشعوب التي ترى أن لغاتها قُمعت أو اضُطهدت وتعرّضت للتغييب لصالح اللغات السائدة، وهو ما يجعل من هذه المناسبة متنفّساً حقيقياً بالنسبة إلى الكرد للتعبير عن لغتهم، خصوصاً وأن اللغة الكردية تعرّضت لقمع شديد ومحاولة تغيير كاملة ليكون ذلك مدخلاً لتغييب الشعب الكردي، إن كان في تركيا وإيران أو العراق وسورية". وأردف بضرورة إيجاد السبل الكفيلة بإنعاش اللغة الكردية وإعادة إحيائها وتطويرها، مذكّراً بأن التكنولوجيات المعاصرة تُساعد الشعوب في الحفاظ على لغاتها وتحول دون تغييبها أو القضاء عليها نهائياً من قِبَل الدول المهيمنة.

من جهته، قال رئيس "اتّحاد كتّاب كردستان سورية"، لقمان يوسف، في حديث إلى "العربي الجديد"، إنه "من المعلوم أن اللغة الكردية كانت ممنوعة من التداول في سورية على مرّ العقود، ولم تكن توجد أية فرصة لنتعلّمها أو ندرسها في المدارس. كانت ممنوعة نتيجة القوانين الاستثنائية بحقّ اللغة الكردية. اليوم هناك هامش نستطيع من خلاله أن نحاول إحياء اللغة الكردية من جديد ــ إذا صحّ التعبير ــ ونحاول أن نخطو خطوةً أولى نحو المستقبل". وأضاف حول خلاصات الندوة النقاشية حول اللغة الكردية، التي أُقيمت أمس: "من أجل إحياء اللغة الكردية والاهتمام بها أكثر، توصّلنا إلى ضرورة تأسيس مجمع خاصّ باللغة الكردية، وذلك من أجل توحيد اللهجات والمصطلحات العِلمية".

وتُعَدّ الكردية اللغة الثانية لناحية عدد متحدّثيها، بعد العربية، في سورية، وكذلك في العراق وتركيا وإيران، وتقوم على عددٍ من اللهجات هي الكردية الشمالية (كرمانجي)، والكردية المركزية (سوراني)، والكردية الجنوبية (زازا). وللّغة الكردية أبجديّتان قياسيّتان هما السوراني التي تُكتب بالحروف العربية، والكرمانجية التي تُكتب بالحروف اللاتينية.

أصدقاء لغتنا
التحديثات الحية
المساهمون