القدس من منظور أربعة تشكيليين مغاربة

25 ابريل 2021
(من المعرض)
+ الخط -

مع تواصل انتهاكات المستوطنين وجنود الاحتلال الصهيوني تجاه المقدسيين الذين يقاومون أشرس مخطط يهدف إلى تهويد مدينتهم خلال العقود الماضية، احتشدت وسائط التواصل الاجتماعي بمواقف الدعم لفلسطين، باعتبارها قضية العرب الأولى، وإدانة الخذلان العربي الرسمي.

"نقطة في السماء" عنوان المعرض الذي افتتح منتصف الشهر الجاري في "مقر بيت مال القدس" بالرباط بمشاركة أربعة فنانين تشكيليين مغاربة، ويتواصل حتى منتصف الشهر المقبل. ورغم أن الفعالية تسبق الاحتجاجات الأخيرة في القدس ضدّ المحتلّ، إلا أن أعمال محمد أمين بنيوسف، وإبراهيم الحيسن، ومحمد حافظي، ومحمد المنصوري الإدريسي تشير إلى مكانة المدينة وحضورها في لوحة الفنان المغربي.

يشارك في المعرض محمد أمين بنيوسف وإبراهيم الحيسن ومحمد حافظي ومحمد المنصوري الإدريسي

يحافظ بنيوسف (1969) على أسلوبه التعبيري التكعيبي في أعماله المعروضة، التي يسعى من خلالها إلى إعادة تركيب شظايا مرآة مهشمة، ما يعكس فكرة إعادة تشكيل العالم، مع تركيزه على اللون كعنصر أساسي في اللوحة منذ بداياته في التسعينيات وذهابه نحو الطبيعة والزهور كثيمة محورية وتحوّله لاحقاً إلى لغة بصرية أكثر رمزية.

أما الإدريسي (1962) فيذهب إلى تجريد يستند إلى توزيع مدروس للظل والنور وتداخلهما على السطح، مع إبراز لعلامات وإشارات تشكّل فضاءً صوفياً في محاكاة معاصرة لفن المنمنمات ومدارس الحروفيات العربية والزخارف الهندسية الإسلامية، حيث تأتلف تلك العلامات في إيقاع لوني متناغم.

(من المعرض)
(من المعرض)

ويتبنى الحيسن (1967) الأثر كمفهوم تشكيلي له امتدادات جمالية في التراث البصري جنوب المغر من خلال توظيف ألوان تربة الصحراء في بنية اللوحة مع قماش أزياء نسائها، خاصة "الملحفة"، وكذلك تزيين الحلي والمشغولات اليدوية المحلية، واللباس التقليدي وأصباغه، وإيقاعات التنقّل بواسطة الإبل وحركات الكثبان الرملية وأصوات الرياح، وهندسة الخيمة وأبعاد أوتادها.

ويلجأ حافظي إلى التجريد الهندسي في بناء لغة بصرية تحتفي بالشكل والاشتغال على المادة وعوالمها، ويستخدم في أعماله تقنيات ووسائط متعددة، من بينها الخشب والجلد والنحاس والألومينيوم ومعدن الإنوكس (الفولاذ المقاوم للصدأ).

يشير بيان المنظّمين إلى أن "مقصد استدعاء الفنون وأصحابها، من خلال المعارض وملتقيات الإبداع، هو التعبير معاً عن أملنا في المستقبل، ما يمنحنا دافعاً قوياً للعمل والمثابرة، وإبداع المبادرات المبتكرة لحماية عناصر التراث الإنساني المشترك، وتثمين مقومات الذاكرة الجماعية الفلسطينية".

ويضيف: "تبقى القدس مجالاً متحركاً للصراع، غير المتكافئ، الذي يحاول طمس هوية الفلسطينيين وفك ارتباطهم بمجالهم؛ وهو ما يفسر رفض الفلسطينيين المساس بالعناصر المادية وغير المادية التي تؤثث تاريخ مدينتهم، النابع من صميم وعيهم بقيمة المكان وبأهميته".

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون