ضمن أربع جلسات تُضاف إليهما الجلستان الافتتاحية والختامية، عقد "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في باريس" مؤتمره السنوي الثالث أخيراً تحت عنوان "الشعبوية في أوروبا والعالم العربي: مقاربات مقارنة". جرت أعمال المؤتمر عن بُعد عبر تقنيات الفيديو الحواري، بمشاركة مفكّرين وباحثين من فرنسا والبلاد العربية.
اتّخذت الجلسة الافتتاحية شكل حوار حول موضوع "الشعبوية وتحوُّلاتها"، شارك فيه المدير العام لـ"المركز العربي" في الدوحة، المفكّر العربي عزمي بشارة، وبرتران بديع من "معهد العلوم السياسية" في باريس، وبيير روزانفالون من "كوليج دو فرانس"، بينما قدّم هنري لورانس، رئيس كرسي دراسات الشرق الأوسط المعاصر في "كوليج دو فرانس"، في الجلسة الختامية، بانوراما تاريخية أضاء فيها على مسألة الشعبوية وجذور المفهوم منذ الفلسفة الإغريقية إلى اليوم.
في الجلسة الأولى، تطرّق المتدخّلون إلى موضوع "أشكال الشعبوية وفاعليها في أوروبا وفي العالم العربي: الحالة الراهنة"؛ حيث قدّم أستاذ علم الاجتماع السياسي، فيديريكو تاراغوني، مدخلاً تعريفياً للشعبوية، موضّحاً بعض التمايزات المفاهيمية، بينما تناول عالم الاجتماع والدبلوماسي، غورفان لوبرا، كيفية معالجة الدبلوماسية للشعبويات السلطوية في أوروبا وفي العالم العربي، وأضاء الخبير القانوني عبد الله ساعف على شعبوية الحكومات في دول جنوب المتوسِّط.
واستعرض المشاركون في الجلسة الثانية، التي حملت عنوان "شعبوية وثورات وثورات مضادّة"، نماذج عربية في الشعبوية؛ حيث أضاءت كلير بوغران من "المركز الوطني للبحث العلمي" في فرنسا على المفهوم بتطبيقاته الخليجية، مِن خلال السعودية والبحرين والكويت، وتطرّق عالِم الاجتماع التونسي، مهدي مبروك، إلى مسألة الشعبوية في بلاده، بينما خصّص الباحث في "المركز الوطني للبحث العلمي" في فرنسا، ماتيو راي، مداخلته للحديث عن الشعبوية التسلُّطية في سورية في مواجهة الاحتجاجات الشعبية.
وتناولت الجلسة الثالثة "مسألة الشعبوية وأزمة الدولة/ الأمة"، حيث قدّم رئيس "معهد الدوحة للدراسات العليا"، عبد الوهاب الأفندي، ورقةً تساءل فيها عمّا إذا كانت الشعبوية هي حرب على العقل، في حين تحدّث الباحث في "المركز العربي" في الدوحة، محمد حمشي، عن شعبوية السياسة الخارجية. وتطرّق الباحث طارق كحلاوي إلى الشعبوية والمسألة الديمقراطية في تونس.
وتحت عنوان "مسألة الشعبوية في الإعلام"، أُقيمت الجلسة الرابعة التي استعرض فيها المدير التنفيذي لـ"المركز العربي" في الدوحة، الباحث محمد المصري، مسألة الشعبوية والرأي العام من خلال قراءة في استطلاع الرأي العام في العالم العربي، وأضاء الإعلامي الفرنسي، آلان غريش، على تنامي الخطاب الشعبوي في الإعلام الفرنسي، في حين قدّمت الباحثان نبيلة بوشعالة وعيسى مراح ورقة حول "الشعبوية في معالجة الإعلام الجزائري للحراك".