مثّل الشاب حسني (1968 - 1994) أيقونةً في موسيقى الراي الجزائرية لدى جيل التسعينّيات، وظلّ يحتفظ بمكانة رمزية، حتّى بعد رحيله في اغتيال تعرّض له في التاسع والعشرين من أيلول/ سبتمبر، وكان حينها لا يتجاوز السادسة والعشرين عاماً.
صعد حسني شقون في عالَم الراي وحقّق شهرةً واسعة بين الشباب في ظرف وجيز؛ فقد أصدر ألبومه الغنائي الأوّل عام 1986. وفي غضون سنوات قليلة، وصل عددُ ألبوماته إلى 175 ألبوماً حقّقت جميعُها مبيعاتٍ قياسية تجاوزت مبيعات غيره من الفنّانين في تلك الفترة. وفي أوج ذلك النجاح، أنهت رصاصاتُ مجهولين حياته غير بعيد عن منزله في "حي قومبيطا" الشعبي بمدينة وهران.
هذه الحياة القصيرة والحافلة والنهائية المأساوية لـ "ملك الأغنية العاطفية" شكّلت مادّة لعدد غير قليل من الكتب والوثائقيات، إلى جانب فيلم روائي طويل بعنوان "آخر أغنية" (2010) للمخرج مسعود العايب، وستكون ضمن عمل مسرحي يُنتظَر أن يُعرض الخميس المقبل.
تحمل المسرحية عنوان "حسني يغنّي هذا الخميس"، وهي من تأليف وإخراج محمد ميهوبي الذي يؤدّي الدور الرئيسي ويُشاركه ثلاثة عشر ممثّلاً فيها، ومن إنتاج "جمعية الأمل الثقافية" التي ستُقدّم عرضها الأوّل في مسرحها الصغير بمدينة وهران غرب الجزائر، بالتزامُن مع ذكرى رحيله الثامنة والعشرين.
ليس العملُ سيرةً ذاتية لحسني شقرون بقدر ما يُوظّف جوانب من حياته وبعضاً من أغانيه في العرض؛ إذ يروي قصّة حبّ تجمع بين شابّين (يحيى وآمال) لا تكفّ الظروف عن التفريق بينهما، وهو ما يجعل من زواجهما بمثابة حُلم صعب المنال.
ويتضمّن العرض عشر لوحات تتخلّلها مقاطع من عشر أغاني للشاب حسني؛ مثل "طال غيابك يا غزالي" و"ما زال كاين ليسبوار". وقد اختيرت الأغاني بناءً على سبر آراء قامت به الجمعية وتضمّن مئة أغنية.