السينما الجزائرية.. استعادة تجربة ستّة عقود

16 ديسمبر 2022
من فيلم "وقائع سنوات الجمر" لمحمّد لخضر حمينة (1975)
+ الخط -

بدأت الإرهاصات الأُولى لـ السينما الجزائرية خلال حرب التحرير (1954 - 1962)، من خلال أفلامٍ لجمال شاندرلي ومحمد لخضر حمينة وأحمد راشدي ورونيه فوتييه وثّقت لجوانب من تلك الحرب. غير أنّ الانطلاقة الحقيقة ستكون بعد الاستقلال، مع فيلم "الليل يخاف من الشمس" (1965) لمصطفى بديع، وهو عملٌ تناوَل موضوع الثورة الجزائرية الذي ظلَّ مهيمناً على السينما طيلة عقدٍ ونصف، قبل أنْ يُحدث مرزاق علواش أوّل قطيعة بفيلمه الروائي "عمر قتلاتو" (1976)؛ والذي اتّجه فيه إلى تناوُل هموم الجزائريّين اليومية خلال الزمن الفعلي.

هذه التجربةُ التي عرفت عصرها الذهبي خلال الستّينيات والسبعينيات قبل أن تشهد تراجُعاً منذ الثمانينيات، تستعيدُها "سينماتيك بلجيكا" في بروكسل ضمن تظاهرة بعنوان "ستّون سنةً من السينما الجزائرية: كلاسيكياتٌ وأنطولوجيات"، انطلقت في الثامن من كانون الأوّل/ ديسمبر الجاري، وتستمرّ حتى الرابع عشر من شباط/ فبراير المقبل.

يُشير بيان المنظّمين إلى أنّه و"على الرغم من وجود عدد كبير من الأفلام، فإنّ السينما الجزائرية لا تزال غير معروفة"، مضيفاً أنّ التظاهُرة فرصةٌ للتعرُّف إلى "سينما وُلدت قبل الاستقلال مباشرة، وبرزت كسينما وطنية، وبدأت تتطوّر في مدينةٍ كانت لسنوات واحدةً من أكثر المدن ديناميكيةً في المجال السينمائي في أفريقيا".

يتضمّن برنامج التظاهرة، التي تتزامن مع الذكرى الستّين لاستقلال الجزائر، عرض عشرين فيلماً كلّ سبت وثلاثاء؛ وهي أفلام تعود إلى البدايات وصولاً إلى اليوم؛ ومن بينها: "معركة الجزائر" (1966) من إخراج الإيطالي جيلو بونتيكورفو وإنتاج "أفلام القصبة"، و"وقائع سنوات الجمر" (1975) لمحمّد لخضر حمينة، والذي حاز "السعفة الذهبية" في "مهرجان كان السينمائي، و"تحيا يا ديدو" (1971) لمحمد زينات، إضافةً إلى أوّل فيلم وثائقي جزائري طويل بعنوان "أياد طليقة" (1964) للإيطالي إينيو لورينزي.

ومن الفترة الممتدّة من نهاية الثمانينيات وحتى بداية الألفية الجديدة، يتضمّن البرنامج أفلاماً مثل: "عمر قتلاتو" لمرزاق علواش، و"كاتب ياسين: الحبّ والثورة" لكامل دهّان، و"نوبة جبل شينوا" لآسيا جبّار، و"القلعة" (1988) لمحمّد شويخ، و"جبل باية" (1996) لعز الدين مدّور، و"رشيدة" (2002) ليمينة بشير شويخ، و"نهاية الجنّ" (1990) لشريف عقون.

كما تُعرض أفلام حديثة؛ مثل: "أطلال" لجمال كركار، و "إلى آخر الزمان" لياسمين شويخ، و"بابيشة" لمونيا مدُّور، و"نار" لمريم عاشور بوعكاز، و"في المنصورة تفرّقنا" لدوروتي مريم كلو، و"هيليوبوليس" لجعفر قاسم.

المساهمون