الروتين اليوميُّ يمتصُّ المَقتلة

23 ابريل 2024
أطفال نازحون جرّاء العدوان يلعبون على "ترامبولين"، دير البلح، 17 نيسان/ أبريل 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- النص يستكشف مواضيع الوجود، الذاكرة، والزمن من خلال صور شعرية تجمع بين الحلم واليقظة، مثل النوم في أماكن مجازية، اليباس كرمز للنسيان، والانتظار كحالة من التأمل والأمل.
- يتناول الشاعر اللبناني مفاهيم الحب والفقد، مستخدمًا الطبيعة والعناصر اليومية كالصفصافة والحائط الفيكتوري للتعبير عن علاقات عميقة ومعقدة تتجاوز الزمن.
- الأشعار تدعو إلى التأمل في الحياة والموت، الوجود والغياب، مقدمةً تصويرًا غنيًا للحالات الإنسانية المتنوعة، من الراحة في النوم إلى القسوة في اليباس، وأخيرًا الأمل في الانتظار والحب.

عبورٌ

نَمْ هناك
مُتمدِّداً،
كالعتْمِ في أُمسيةٍ
كالكلمةِ في ملامةٍ
كالعنقِ في طرْفِ العينِ،
نَمْ هناك
منتهياً كأغنيةٍ 
من الأناشيدِ إيّاها
كلسانٍ ينسحبُ بين الشفتين 
نَمْ هناك 
كعُطلٍ بين زمنين
كرواسِبَ بين الرّحى
كعينٍ وحيدةٍ مع ضوءِ الشارع 
نَمْ واسترحْ 
الغبارُ سيرسُم المخيّلة.


■■■


يباسٌ

كم حلماً فيك
أنت أيّها اليباسُ
الكأسُ تقتلُ الزمنَ
تُحيلُه
مدرجَ نسيانٍ 
مهجوراً
في العينِ
كطرفي كلمتين
مشحوذتين 
البئرُ مالحةٌ 
كلامٌ فصيحٌ فوق قبورٍ مجهولةٍ
الروتين اليوميُّ
يَمتصُّ المقتلة.


■■■


سننتظر

ربّما سيأتي النسيانُ
مُكلَّلاً 
كبوصلةٍ
ربّما تعودُ لنا القصيدةُ
تقولُ امضوا من هنا 
ربّما يَصلحُ ما بقيَ 
ليكون
أرضاً بُوراً 
نَقفُ عليها 
نُعاينُها 
كمشتلٍ للعيونِ
كخريطةٍ ينقصُها 
حاملُها 
كقُبلةٍ من الزمنِ 
تُرِكَت في الذاكرةِ 
سننتظر.


■■■


حُبّ

في كلِّ هذا
الصفصافةُ تظلِّلُني 
وتُظلِّلُ حائطَ المنزلِ الفيكتوريّ المُجاورِ
مِئاتُ الأعوامِ من الحبِّ 
بين هذين الشيئَين 
وأنا أجلسُ كالزمنِ أسترقُ النظر.


* شاعر من لبنان
 

وقفات
التحديثات الحية
المساهمون