الرحّالة البريطاني جون كارن: طوافٌ في ثلاث مدنٍ شامية عام 1821

10 سبتمبر 2022
قلعة بالقرب من نهر قاديشا، من كتاب جون كارن المنشور عام 1841 (Getty)
+ الخط -

تتميّز رحلة الإنكليزي جون كارن (1789 - 1844)، إلى بلاد الشام، في الفترة السابقة على حملة إبراهيم باشا عام 1831، باحتوائها على جملة من الأوصاف الأدبية الرفيعة، واللّوحات الجميلة التي أُخذت لأجمل المناطق التي زارها هذا الرحّالة الأديب. وكارن هو نجل تاجر ومصرفي بريطاني، نشر في العام 1820 مجموعة من القصائد، وفي العام 1821 سافر إلى الشرق، وزار القسطنطينية، واليونان، ومصر، والأراضي المقدّسة، وفي طريق عودته من دير سانت كاترين في سيناء قبضت عليه قبيلة بدوية، ولكن أُطلق سراحه بعد أيام قليلة. 

نشر كارن أخبار أسفاره في سلسلة من المقالات في "المجلّة الشهرية الجديدة"، والتي جُمعت لاحقاً في مجلّد واحد ترجم بعض فصوله الكاتب اللبناني رئيف خوري في أواسط الأربعينيات، وصدرت عن "دار المكشوف" البيروتية بعنوان "رحلة في لبنان"، مزيّنة ببعض الرسوم.


بيروت وجبل لبنان

يقول كارن: "بيروت أفضل مكان يتّخذه المرء مسكناً في لبنان؛ إنّها بديعة الموقع، والمَشاهد التي تطلُّ عليها من كلِّ جانب حلوةٌ جميلة. على أنّ المدينة نفسها قذرة ممجوجة؛ إذا قوبلت بطرابلس الحسنة البناء، ونهرِها قاديشا المُنساب انسياباً رائعاً عذباً. وجبل لبنان رائع المنظر من بيروت، وليس منظره أقلّ روعةً من طرابلس. إلّا أنّه أكثر بُعداً. على أنّ بيروت مرفأ لدمشق، وداخل سورية. وموقعها أصلح لتقبُّل المشحونات والأنباء وما أشبه من أوروبا، فنشاطها التجاري أعظمُ من نشاط كلّ مرفأ آخر في سورية. وفيها يُقيم عددٌ موفور من التجّار، بالإضافة إلى القناصل ووكلاء الدول الأوروبيّة المختلفة. فهذه المدينة هي، إذن، في نظر الأوروبي أطرف وأوفر حياة من دمشق بما لا يُقاس". 

ويقارن كارن بين دمشق وبيروت فيقول: "الأوروبي في دمشق، رغم كونه غارقاً في المتارف بين الأنهار والجنائن، لا يملك في أحيان كثيرة إلّا أن يقول: إنّي وحيد، رفاقي وقومي عنّي بعيدون، ولا يلتفت إليّ إنسان. أجل، إنّ بيروت هي أفضل المدينتين موضع سكنى، ويستطيع المُقيم فيها أن يحشد إلى منزله، في أجلَ وجيز، أسبابَ الرّاحة والبهجة كأنّه في دمشق. يضاف إلى ذلك أنّ البحر والخليج البديع يوفّران مشهداً أعظم إغراء، وأكثر اختلافاً من مشهد بردى، وسائر الأنهُر الثلاثة الشقيقة. ويفسح لبنان في سبل النُّزهات والزيارات إلى الأديرة والأودية والقصور التي تذكّر تذكيراً قويّاً بإيطاليا واسكوتلندا".

ويضيف القول: "إن بيروت وضواحيها تحسَّنت جدّاً في الآونة الأخيرة، وما تزال آخذة في التحسُّن على اضطراد، تشهد هذه المساكنُ والمغاني الجديدة التي تُبنى بكثرة، وبعضها ينمُّ عن ذوق غزير. إنّ أجر بيت صالح، يتّسع لعائلة صغيرة، يبلغ في هذه المدينة ثلاثين ليرة إسترلينيّة. فأمّا بيت يصحّ لسُكنى عائلة أكبر، ومعه حديقة، فيبلغ أجره خمسين إسترلينيّة. وعلى هذا، فقد ارتفعت أجور المنازل لوجود كثير من الفرنسيّين الذين نزلوا المدينة. وسعر اللّحم أربعة بنسات لكلّ أوقيّة. وسعر النّبيذ أربعة بنسات لكلّ زجاجة. أمّا الخمرة اللبنانيّة التي هي أجود نوعاً، فسعر الزجاجة منها تسعة بنسات أو شلن".

"بيروت وجبال لبنان" لـ إدوارد لير، 1900 (Getty)
"بيروت وجبال لبنان" لـ إدوارد لير، 1900 (Getty)

خبّازون من فرنسا

ويشير رحّالتنا إلى وجود خبّازين فرنسيّين أو ثلاثة في بيروت، ما يجعل الخبز هُنا جيّداً، والخبز الجيّد ترفٌ نادر في المشرق، كما يقول. ويضيف: "هُنا يعيش القناصل والتجّار من شتّى الأُمم عيشة اجتماعيّة ودّية. فيعقدون مآدب الغداء والعشاء، ويقيمون النزهات والرحلات في الضواحي الفتّانة". ويلفت النظر إلى أنّ سورية، أو هذا الجزء منها على الأقلّ، ليست بالبلاد التي تتميّز برُخص الأسعار. فهي أغلى أسعاراً حتى من الأقاليم في جنوبيّ فرنسا، وكثير من أقاليم إيطاليا.

ويقول: "لبيروت أفضليّة أُخرى بارزة على سائر المدن في سورية. تقوم هذه الأفضلية على حرّية العبادات الدينية وامتيازاتها. هنا رُعاة دينيّون، من بلاد شتّى، يُقيمون في المنازل الجميلة؛ حيث يتلاقى أحياناً رجالٌ مثقّفون أقبلوا من الأديرة في الجبال، بينهم الأساقفة والكهنة واللاهوتيّون من موارنة وأرثوذكس وكاثوليك".

وفي وصفه للطريق بين بيروت وطرابلس يقول: "يخرج المسافر من بيروت فتمتدّ به طريقُه أجَلاً وجيزاً بين الحدائق والبساتين، حتّى إذا قطع نحواً من ميل ونصف الميل، صادف نهراً بُني عليه جسر بِستّ قناطر. ومن ثمّ يعبر المسافر على موازاة الشاطئ إلى مرتفعٍ صخريّ، يظهر من على قمّته، في المقلب الآخر، نهرُ الكلب منساباً انسياباً رائقاً جميلاً خلال فجوة عميقة بين الجبال، وقد شيّد فوقه جسر أنيق. أمّا الطريق هذه فتُدعى الجادّة أنطونيانا. قدّها الإمبراطور أنطونيانوس، وما يزال يشهد بهذه الحقيقة التاريخية نقشٌ محفور في وجه الصخر. إنّ نهر الكلب هو نهر لوكوس لدى الأغارقة. ويقول الجغرافي استرابون إنّه كان من قبل صالحاً للملاحة برغم أنّه سريع التيّار. وأمّا الجسر الحجري فوقه فمن عمل فخر الدين الأمير الشهير المتوفّى عام 1631. ونهر الكلب هو الحدّ بين بطريركيّتي أورشليم وأنطاكية. والجبال في هذه البقعة شاهقة مسنّنة الهبوط، تنحدر إلى البحر توّاً، وليس بينها وبين خليج الماء الأزرق سوى عرض الطريق، وعلى شعابها أديرة صغيرة شعريّة الموقع".

منحوتات صخرية قرب بيروت، 1848 (Getty)
منحوتات صخرية قرب بيروت، 1848 (Getty)

نهر إبراهيم وأدونيس

ويقول: "إذا مشى المسافر ساعتين صادف من ثمّ نهر إبراهيم. وقد سمّي كذلك على اسم باشا يحمل هذا الاسم. ولعلّه يأتي هذا الجسر الأنيق ذي القنطرة الواحدة فوق النهر. وبين نهر إبراهيم ونهر الكلب شبَه في أنّهما كليهما ينبعان من ثغرة عميقة بين الجبال. ويُعرف نهر إبراهيم في القديم بنهر أدونيس. كثير من جوانب الصّخور في هذا الجوار مكسوّة بنقوش إغريقيّة ولاتينيّة، ورسوم رمزيّة منحوتة نحتاً ناتئاً. على أنّ معانيها لا يمكن استجلاؤها الآن. لكن الأرجح أنّها تتعلّق بعبادة أدونيس، وهي عبادة كانت تُمارَس بكثرة في هذه الضواحي. وتقول الروايات المحكية إنّ هياكل واحتفالات جنائزية كانت تقام تكريساً لأدونيس على كثب من الموضع الذي لقي فيه حتفه".

ويلاحظ أن ماء نهر الكلب نقيٌّ وسريع الجريان شأنه شأن أكثر الأنهر النابعة من جبل لبنان. وتنهض ضفّتاه كجدارين صخريّين عموديّين، يبلغ مدى ارتفاعهما مائتي قدم، أو ثلاثمائة. وقد تملأ هاتان الضفّتان الصخريّتان جميع الوادي في بعض الأمكنة. 

ويتابع الوصف: "في موضع ما ينشأ خان على نقطة في الصخر فوق حافّة الماء نفسِها مقابل جسرٍ ارتفعت قنطرتُه، ورقّت حتى ليستحيل على المرء اجتيازُها دون أن يعروه اضطرابٌ وهلع. وقد اقتدّ الصبر العربي في وجوه هذه الصّخور، المكدّسة هذا التكديس، بعض أدراج حجريّة ضيّقة تكاد تكون معلّقة تعليقاً عموديّاً فوق التيار. ومع ذلك، لا بدّ من اجتيازها على ظهر الحصان. وفي هذا يقول أحد المسافرين ممّن زاروا المكان حديثاً: إنّنا استسلمنا بالثقة إلى غرائز خيلنا ذات الخُطى الثابتة المتمكّنة. على أن تسنُّن الأدراج، وانصقال حجارتها انصقالاً ناعماً، بالإضافة إلى عمق المهوى أمام أنظارنا، جعل مستحيلاً علينا أن لا نغمض عيونَنا. ففي هذا المعبر ذاته، بعد سنوات قلائل، حدث أن عثر حصان القاصد الرّسولي الأخير الذي بعثه البابا إلى الموارنة، فطرح عنه راكبه إلى الخليج في أسفل، فأهلكه. أمّا خاتمة هذا المعبر فتنقذ إلى بطحاء على رأس هضبة محروثة حرثاً جيّداً، تشرق بعرائش الكروم فيها والقرى المارونيّة الصغيرة". 

ويصف رحّالتنا الطريق الساحلي باتجاه طرابلس، شمالي نهر الكلب، بقوله: "مشاهد البلاد جديرة بالثناء الذي أضفاه الأقدمون على ملاعب أدونيس وفينوس: بساتين من شجر التوت، والتين، والزيتون، وغابات من الصنوبر، والبلّوط، وجنائن من الكروم، تتخلّل ذلك كلّه سيول ترغي وتزبد في اندفاعها بين الهضاب الصخرية الكبيرة التي تقوم على قممها وجوانبها قرى نظيفة مشيّدة بالحجر الأبيض".

طرابلس عام 1836 لـ جي سي فارال (Getty)
طرابلس عام 1836 لـ جي سي فارال (Getty)

طرابلس

ويمتدح كارن طرابلس مديحاً عالياً، إذ يقول: "طرابلس أجملُ مدن لبنان منظراً. بيوتُها مبنيّة بالحجارة بنياناً متيناً. ثمّ هي في داخلها مُعدّة إعداداً نظيفاً. تحيط بطرابلس وتزيّنها الحدائق البهيّة التي تختلط بالمنازل في المدينة، ثمّ تتجاوزها على مدى السهل الذي يفصل بين المدينة والبحر. وإنّ هذا السهل الساحلي، بالإضافة إلى الجبال المجاورة، ليجعل في متناول السكّان، على بعد مسافة قصيرة، كلّ ضرب من ضروب المناخ".

ويضيف: "طرابلس أغنى بالحدائق والبساتين من بيروت. وحظّها من الوقاية والصحّة يفوق حظّ صيدا وعكّا. وعلى ذلك يبدو أنّ طرابلس تجمع كلّ ميّزات الرّاحة والمشاهد البديعة والخصب، وهي ميّزات تغري الغريب، الذي يلتمس العافية أو المتعة، أن يؤثر هذه المدينة على سائر أجزاء لبنان، فيجعل منها مقرّاً لاستجمامه... أمّا مشهد الدرويشيّة على ضفّة قاديشا، بين شجر الزيتون واللّيمون الحامض، فحقّاً ساحر. إنّه لمُنسَحَب من دنيا الهمّ والتجارب والشّهوات إلى دنيا من الجمال الرقيق العذب الصّامت المنفرد. كلّ معبر بجوار قاديشا شيء حبيب إلى الإنسان، غاوي التأمّل. وفي تعاريج النّهر خلال الوادي عزلة مستورة ريفيّة هادئة، تستيقظ فيها الأفكار يَقظةً رفيقة بمَسٍّ من غمغمة المياه، وشبّابة الرّاعي".

ويصف الحصن الملاصق للميناء بقوله: "ترى على الميناء إلى يسار سلسلة من ستّة أبراج مربّعة منفصلة، يبعد واحدها عن الآخر نحو عشر دقائق مشياً. ويبدو أنّها إنّما أُعدّت لأغراض دفاعيّة عن الميناء، فهي تقوم على البحر مباشرة، ويدلّ تصميمها على أنّها من صُنع عربي. وحوالي هذه الأبراج وفي البحر نفسه أعمدة كثيرة العدد من الغرانيت الرمادي على نحو ما يُشاهد على الشاطئ إلى أيمن بيروت. ومن تلك الأبراج الستة برج الأُسود، وقد اشتقّ اسمه، على ما يُقال، من رسم ترس حفر فوق مدخله وعليه أسدان كانا من قبل ظاهرَي الصورة. والترس والأسدان شعار الكونت ريمون التولوزيّ. وكان بغدوين، ملك أورشليم الصليبي، لمّا انتزع طرابلس من العرب بعد حصار دام سبع سنوات، قد نصب برتران بن ريمون كونتاً على طرابلس".


تجّار مستوطنون

ويذكر رحّالتنا أنه رأى في المدينة جملة تُجّار أوروبيين مستوطنين، وقناصل لفرنسا وإنكلترا والنّمسا إلخ. أما العائلات الفرنسيّة التي تستوطن المدينة، فهي تهتمّ بفروع مختلفة من صناعة نسج الحرير، كما يقول.

ويضيف: "إن أهمّ بضاعة فيها للتصدير هي بضاعة الصّابون المصنوع في الجبال. وقد سبق أن كانت تُصدّر منه نحو ثمانمائة كنتال في السنة، لكلّ كنتال ثمانون ليرة إسترلينيّة. على أنّ تجارتها أُصيبت مؤخّراً ببعض التدنّي. وتلي الصابون في الأهميّة بضاعة الإسفنج، وهو يؤخذ عن الشاطئ، إلّا أنّ أجوده يكون على بعض عمق في البحر".

ويتابع القول: "تصدّر طرابلس الصّابون إلى طرطوس، ومن ثمّ إلى الأناضول وجُزر الإغريق، كما تصدّر مادة القلي لصنعه، وهي مادة تتوفّر في الصحراء الشّرقيّة. أمّا الخان الذي ينزله صنّاع الصّابون فهو صرح كبير حسن البناء".

ويؤكّد أن بعض شوارع هذه المدينة واسع، بالقياس إلى الشّوارع في الشّرق. ويقول: "فيها أبنية من حجر ذات طبقتين. غير أنّ المدينة جملةً ليس لها مشهد يدلّ على الازدهار والرخاء. بل تلوح عليها سيماء شيءٍ هو إلى الانحطاط والضعف أقرب. ويكاد المسافر يعجز عن ترك الاقتناع بأنّ أصلح أيامها قد انقضى".

أمّا أسواق طرابلس فيلاحظ أنها "ضيّقة قاتمة عظيمة الطول، ملآى بالبضائع المعتادة. وتدور فيها الحرف والتجارات الصغيرة بنشاط مرموق. ولمّا كانت المنطقة المجاورة تنتج حريراً موفوراً من صنف جيّد، كان أكثر الأهلين يشتغلون بحياكة الزنانير الطويلة المقلّمة التي يكثر لبسها في الأمصار الإسلاميّة. والمقول أنّ التجارة هُنا تكاد تكون احتكاراً للمسيحيّين، لا سيّما الأرثوذكس. ويقدّر سكّان طرابلس بستة عشر ألفاً، ثلثهم على التقريب نصارى".


الدرويشية والقصر

ويصف كارن مبنىً قديماً يُسمّى الدرويشية يقع في وادي قاديشا حيث تصعد من بساتين الليمون والتوت والشقائق وسائر الشجر والنبات روائحُ تعطّر الهواء وتبرّده. ويقول: "ليس من شيء يعوز هذا المكان ليسبغ عليه الطابع البيتيّ سوى بعض الأثاث الإنكليزي والكتب والموسيقى. فيستطيع المرء ساعتئذ أخذ العزلة في دير قاديشا، إذ يتمشّى على سطحه أو في الحديقة، أن يتأمّل الوادي والنهر والبساتين والمرتفعات الشاهقة على كلِّ جانب. ويستطيع أن يتحدّى أقصى تخوم الأرض أن توفّر له ملاذاً أحبّ من هذا الملاذ يبعد عن المدينة بتجارتها الناشطة ومنازل تجّارها الأصدقاء، وقنصلها الودود نصف ميل. أمّا العواصف على شواهق لبنان، إلى أعلى، فتُسمع، ولكن لا يُشعر بها. وارتماء الموج الطويل على الشاطئ البعيد يصعد عبر الوادي خفيتاً، وكأنّه مقبل من دُنيا أحلام".

ويشير إلى وجود قصر خارج طرابلس على نهر قاديشا يقال إنه قصر عربي، ولكن كارن يرجح أنّه قصر صليبي، "يقوم على منحدر مطلّ على طرابلس. مظهره مظهر قلعة قديمة من قلاع الأشراف البارونات في عهد الإقطاعيين. وقليلاً ما يدخله السائح، إذ يكتفي بنظرة عابرة على منظره الكالح. ويجري على سفح جدران هذا القصر نهر قاديشا منسرباً عبر واديه البديع ليدخل المدينة".

ويضيف: "إلى شمال، مقهى يبدو كأنّه جزء من الجسر الذي يمتدّ فوق النّهر. والواقع أنّ هذا المقهى متّصل بالجسر، تنفتح في جدرانه نافذتان قنطريتا الشكل تؤدّيان النّور إلى داخله الفظّ الخشن. ومع ذلك، يوفّر هذا المقهى الفريد في وضعه أُنساً ومأوىً لكلّ تَعِبٍ عطشان يلقى راحة هُنا على حافّة النّهر العذب في ظلّ جدران هذا القصر".