منذ تفشّي فيروس "كوفيد – 19" قبل نحو ثلاثة أعوام، يسعى "المهرجان الدولي للمسرح الجامعي" في الدار البيضاء إلى استيعاب الأزمة التي تعيشها الفنون المسرحية عالمياً، من خلال طرح أفكار عديدة في حلقات نقاش مثل التأقلم مع الجائحة، وإعادة إحياء المسرح.
في الدورة الخامسة والثلاثين من التظاهرة التي تنطلق عند السادسة من مساء الأحد المقبل، الرابع والعشرين من الجاري، وتتواصل حتى التاسع والعشرين منه، يطرح المنظّمون شعار "المسرح والعوالم الافتراضية"، الذي ينظّم حوله مائدة مستديرة بمشاركة عدد من المسرحيين والباحثين.
بتنظيم من "كلية الآداب والعلوم الإنسانية" بنمسيك في المدينة، يُفتتح المهرجان بمسرحية "لم يحن الوقت للفرار" من "جامعة دكا" في بنغلاديش، وهي تنتمي إلى مسرح المايم، و"أسطورة" من "مدرسة برلين للتمثيل" في ألمانيا.
هل يمكن للمسرح الحيِّ والمباشرِ الفعليِّ أن يُدْمِجَ في عناصره ومنظومته التكنولوجيات المهيمنة راهناً
كما تُعرض مسرحية "يوتوبيا متوسطية" من "مركز أبحاث المسرح"، و"أبنيا" من "مسرح أكاردينيا" في روما، و"جفاف الجلد المصطبغ" و"خط أسود" و"وقت الصفر" من "كلية الآداب والعلوم الإنسانية" بنمسيك، و"المجد" من "المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير" في المغرب، و"زهرة الخرف" من "جامعة الملك سعود" في السعودية.
وتبدأ الورشات في ثاني يوم المهرجان، حيث يدير أستاذ الرسوم المتحركة والأكاديمي الإيطالي كلاوديو دي ماغليو ورشة بعنوان "أقنعة وشخصيات"، وتُعقد ورشات "المسرح والارتجال"، التي تقدّمها المخرجة المسرحية المغربية الفرنسية نسرين الأشقر، و"الحركة والسكون" التي يديرها المخرج المسرحي المغربي الألماني إدريس الجاي، و"العرض المسرحي" التي يقدّمها المخرج المغربي محمود شهدي.
ويشير بيان المحافظين إلى أنَّ "المهرجان يحافظ على لحظات الوفاء والتكريم لفعاليات مسرحية تمثّل جلَّ الحساسيات الإبداعية ومجايلاتها لتقديمهم للأجيال الحالية، اعترافاً وامتناناً لمسيرتهم الفنية والثقافية والعلمية، بالإضافة إلى مناقشات للعروض المسرحية في برمجة ليالي المهرجان، والتي تُعتبر مختبراً تداولياً مفتوحاً بين الفرق المسرحية الجامعية للتعرّف على آليات الاشتغال ورؤاه المتعددة والمختلفة".
وتقارب الندوة الفكرية تساؤلات مثل: هل يشكّل الذكاء الاصطناعي خطراً على المسرح والممارسة المسرحية أم بإمكانه أن يشكّل عاملَ تطويرٍ لهذه الممارسة وتنمية لها؟ هل يمكن للمسرح الحيّ والمباشرِ الفعليِّ أن يُدْمِجَ في عناصره ومنظومته التكنولوجيات المهيمنة راهناً؟ هل سيتقلّص المسرح ويعيدُ تشكيل هويته الفنيّة والجمالية من جديدٍ؟ هل يتمّ التوجّه نحو مسرحٍ هجينٍ يتقاطعُ فيه المسرح الحيُّ بالمسرحِ الافتراضيِّ؟ وإن كان الأمر كذلك، فكيف ستكون التجربة الفنية الجمالية المسرحية في المستقبل؟